التاج الإخباري – يستعد ملعب سانتياغو برنابيو لاستضافة فصل جديد من فصول ديربي مدريد المثير، ولكن في دوري أبطال أوروبا هذه المرة.
تلك المواجهة التي لا تعرف إلا الإثارة والندية، والتي تمثل منعطفاً مهماً في مسيرة الفريقين نحو تحقيق أهدافهم هذا الموسم.
وبينما تتجه الأنظار نحو التكتيكات المتوقعة والنجوم البارزة في كلا الفريقين، يبرز قرار واحد يثير قلق عشاق ريال مدريد ويحمل في طياته مخاطر جمة، ألا وهو القرار المتعلق بمشاركة النجم الأوروجوياني فيديريكو فالفيردي في هذه المواجهة الحاسمة.
جذور الإصابة وتأثير الغياب
فقد أثيرت الشكوك حول جاهزية فالفيردي للمشاركة في الديربي منذ أيام، وذلك على خلفية الإصابة التي لحقت به مؤخراً والتي أبعدته عن الملاعب لثلاث مباريات متتالية.
وفقاً للتقارير الصحفية، فإن جذور هذه الإصابة تعود إلى مباراة مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا، حيث تردد أن اللاعب كان يعاني إصابة طفيفة قبل المباراة ولكنه أصر على المشاركة، ما أدى إلى تفاقم الإصابة وغيابه عن الملاعب.
وقد تجرع ريال مدريد مرارة هذا الغياب بالفعل، حيث تعثر الفريق في المباريات التي غاب عنها فالفيردي؛ ما يؤكد أهمية هذا اللاعب وتأثيره الكبير في أداء الفريق.
تردد أنشيلوتي ومعضلة مركز الظهير الأيمن
ومع اقتراب موعد الديربي، يزداد الغموض حول إمكانية مشاركة فالفيردي، حيث تشير التقارير إلى أن المدرب كارلو أنشيلوتي لم يحسم قراره بعد، وأنه يدرس بجدية إمكانية الدفع به كبديل أو استبعاده تماماً من التشكيلة الأساسية.
هذا التردد من جانب أنشيلوتي يعكس حجم المخاطر التي ينطوي عليها قرار إشراك فالفيردي، خاصة في ظل حساسية مركز الظهير الأيمن الذي يعاني منه الفريق بشدة في غيابه.
فاسكيز والثغرة الدفاعية والهجومية
فغياب فالفيردي عن مركز الظهير الأيمن يعني حتمية الاعتماد على لوكاس فاسكيز في هذا المركز، وهو الأمر الذي بات يمثل نقطة ضعف واضحة في صفوف ريال مدريد.
لقد ظهرت محدودية فاسكيز الدفاعية والهجومية في العديد من المباريات الحاسمة، وكان آخرها مباراة ريال مدريد ضد بيتيس في الدوري، والتي خسرها الفريق بنتيجة 2-1، وشهدت أخطاء فادحة من فاسكيز كلفت الفريق نقاط المباراة.
ولم يقتصر الأمر على مباراة بيتيس فقط، بل امتد ليشمل مواجهات الكلاسيكو ضد برشلونة، والتي شهدت هزائم مذلة لريال مدريد برباعية وخماسية في الدوري وكأس السوبر الإسباني، وكانت الثغرة الموجودة في مركز الظهير الأيمن من أبرز أسباب تلك الهزائم.
تأثير الغياب على خط الوسط
بالإضافة إلى المعاناة في مركز الظهير الأيمن، فإن غياب فالفيردي يمتد تأثيره ليشمل خط وسط الفريق، إذ سيغيب اللاعب الأوروغوياني عن هذا المركز للمباراة الثانية على التوالي، جنباً إلى جنب مع غياب النجم الإنجليزي جود بيلينجهام.
وقد تجلى ضعف خط وسط ريال مدريد بشكل واضح في المباراة الأخيرة ضد بيتيس، حيث افتقد الفريق للسيطرة والتوازن في هذا الخط الحيوي؛ ما أثر سلباً في قدرة الفريق على بناء الهجمات وخلق الفرص.
المخاطر والتحديات أمام أنشيلوتي
هنا يكمن جوهر القرار الصعب الذي يواجهه أنشيلوتي، فالدفع بفالفيردي وهو غير جاهز تماماً بدنياً قد يعرضه لخطر تفاقم الإصابة، ويحرم الفريق من جهوده لفترة أطول، بالإضافة إلى المخاطرة بأداء اللاعب نفسه في المباراة، حيث قد لا يكون قادراً على تقديم أفضل ما لديه وهو يعاني آثار الإصابة.
في الوقت نفسه حتى لو نجح اللاعب في الاستجابة واللعب، فلن يرحمه دييغو سيميوني وسيركز ضغطه عليه حتى يفقد الملكي أحد أبرز أسلحته.
وفي المقابل، فإن استبعاد فالفيردي يعني حتمية الاعتماد على فاسكيز في مركز الظهير الأيمن، وتحمل تبعات هذا القرار من ضعف دفاعي وهجومي في هذا المركز الحيوي، بالإضافة إلى إضعاف خط وسط الفريق بغياب لاعب مؤثر بحجم فالفيردي.
خلاصة القول: قرار مصيري
في الختام، يمكن القول بأن قرار أنشيلوتي بشأن مشاركة فالفيردي في ديربي مدريد يمثل بالفعل “أخطر قرار” يواجهه في هذه المواجهة المرتقبة.
فالقرار يحمل في طياته مخاطر جمة على الصعيدين الفني والتكتيكي، وقد يكون له تأثير حاسم في نتيجة المباراة ومسيرة الفريق في بطولة الدوري.
ويتعين على أنشيلوتي أن يدرس هذا القرار بعناية فائقة، وأن يوازن بين المخاطر والفوائد المحتملة لكل خيار، من أجل اتخاذ القرار الأمثل الذي يخدم مصلحة الفريق ويجنبه الوقوع في فخ الخسارة في هذا الديربي الحاسم.
ظهرت المقالة أخطر قرار يواجه أنشيلوتي في ديربي مدريد أولاً على التاج الإخباري.