أعرب الرئيس التنفيذي لمطار هيثرو توماس ولدباي عن أسفه العميق لعدم توفره للتواصل خلال انقطاع الكهرباء الذي تسبب في إلغاء أكثر من 1300 رحلة جوية وتعطيل خطط سفر 200 ألف مسافر في 21 مارس الماضي.
ووفقاً لصحيفة «الغارديان»، كشف تحقيق داخلي أن «ولدباي» لم يرد على مكالمتين طارئتين وعدة اتصالات من مدير العمليات خافيير إيتشافي، بسبب تحويل هاتفه إلى الوضع الصامت دون علمه أثناء نومه.
بدأت الأزمة عندما تسبب حريق في محطة كهرباء قريبة في قطع الطاقة عن إحدى نقاط الاتصال الثلاث بالشبكة الكهربائية للمطار، ما أدى إلى إغلاقه بشكل فوري.
ولم يعلم «ولدباي» بالحادثة إلا في الساعة 6:45 صباحاً، عندما تلقى تقريراً عن الحريق غير المسبوق الذي أدى إلى توقف العمليات.
أجرى التحقيق، الذي قادته وزيرة النقل البريطانية السابقة روث كيلي، مراجعة شاملة للأزمة، وخلص إلى أن قرار إيتشافي بإغلاق المطار بعد 90 دقيقة من انقطاع الكهرباء كان صحيحاً وضرورياً لضمان سلامة وأمن الأفراد.
وأكدت «كيلي» أن هيثرو اتخذ القرارات الصائبة في ظروف صعبة للغاية، مشيرة إلى أن خيارات بديلة لم تكن لتغير النتيجة بشكل جوهري.
وتعرض «ولدباي» لانتقادات حادة بسبب تقارير زعمت أنه ذهب للنوم ليكون أكثر راحة للتعامل مع تداعيات الأزمة في اليوم التالي، لكن التحقيق نفى أن يكون قد عين إيتشافي مسؤولاً عن إدارة الأزمة ثم ذهب للنوم.
وأثارت الحادثة تساؤلات حول مرونة البنية التحتية الكهربائية القديمة في المملكة المتحدة، التي يعود تصميمها في هيثرو إلى 75 عاماً.
وأوصى التحقيق بأن يدرس مطار هيثرو بجدية الاستثمار في مولدات ديزل جديدة لتوفير طاقة احتياطية إضافية، مع الإشارة إلى أن إعادة تهيئة شبكة الكهرباء تستغرق 8 ساعات على الأقل بسبب تصميم النظام القديم.
كما دعا التقرير إلى تعاون وثيق بين هيثرو وشركات الطيران وهيئة الطيران المدني لتطوير حلول طاقة مستدامة.
وقدر «ولدباي» أن تكلفة تحديث نظام الطاقة قد تصل إلى مليار جنيه إسترليني، ما قد يؤدي إلى زيادة رسوم الخدمات على شركات الطيران، وبالتالي ارتفاع أسعار تذاكر المسافرين.
وأكد أن استثمارات مرونة الطاقة جزء من استراتيجية المطار، مشيراً إلى أن الاستجابة للحادثة كانت فعالة بفضل الإجراءات المحكمة.
وتستمر التحقيقات التي تجريها هيئة تشغيل نظام الطاقة الوطنية وهيئة تنظيم الطاقة (Ofgem) لمعرفة أسباب انقطاع الكهرباء.
وأشار التحقيق إلى أن هيثرو يمتلك مولدات ديزل كافية لتشغيل إضاءة المدرج وبرج المراقبة لمدة تصل إلى 7 أيام في حالات الطوارئ.