أطلق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، تحذيرًا صارخًا من احتمال ظهور جائحة جديدة تهدد العالم «قد تكون أشد فتكا من جائحة كورونا»، مؤكدًا أن هذا الخطر ليس مجرد سيناريو نظري، بل «حتمية وبائية» لا مفر منها، وذلك خلال كلمته الافتتاحية في الدورة الثالثة عشرة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتفاوض، التي انطلقت أعمالها أمس الإثنين 7 أبريل للتفاوض حول إعداد اتفاقية دولية للوقاية من الجوائح ومواجهتها.
وفي كلمته، شدد «جيبرييسوس» على أن التاريخ والعلم يؤكدان أن الجوائح تتكرر بشكل دوري، مستشهدًا بالعواقب الكارثية التي خلّفها تفشي فايروس كوفيد-19، والذي أودى بحياة ملايين الأشخاص وألحق أضرارًا اقتصادية تجاوزت 10 تريليونات دولار عالميًا، قائلا: «الجائحة التالية لن تنتظر، وقد تحدث بعد عشرين عامًا، أو ربما غدًا، لكنها ستأتي، وعلينا أن نكون مستعدين لها».
وأشار جيبرييسوس إلى أن الهدف الأساسي من الاجتماع هو وضع أسس اتفاقية عالمية تهدف إلى تعزيز الاستعداد والاستجابة للجوائح المستقبلية، مؤكدًا أن هذه الاتفاقية لن تعيق سيادة الدول، بل ستعزز التعاون الدولي والقدرة على مواجهة التحديات الصحية، مضيفا أنه: «وفقًا للبيانات الرسمية، تسبب كوفيد-19 بوفاة 7 ملايين شخص، لكننا نعتقد أن العدد الحقيقي يقترب من 20 مليونًا، وهذا يبرز الحاجة الملحة للعمل المشترك».
وتأتي هذه الدورة استكمالًا لجهود بدأت عام 2021، حيث مددت جمعية الصحة العالمية في دورتها السابعة والسبعين (مايو 2024) ولاية الهيئة الحكومية الدولية، على أن تُعرض نتائج المفاوضات في الدورة الثامنة والسبعين المقررة في مايو 2025، وحذر «جيبرييسوس» من أن أي تأخير في التوصل إلى توافق قد يعرض العالم لمخاطر جسيمة، داعيًا الدول الأعضاء إلى تجاوز الخلافات ووضع مصلحة البشرية في المقام الأول.
وأعرب عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي، مشيرًا إلى أن الدروس المستفادة من كوفيد-19 يجب أن تكون حافزًا لتجنب تكرار الأخطاء. وختم كلمته بالقول: «نحن بحاجة إلى تضامن عالمي حقيقي، فالجائحة القادمة لن تفرق بين غني وفقير، أو شمال وجنوب».