فاجأت موجة أمطار رعدية غزيرة عدة محافظات مصرية، بما في ذلك القاهرة الكبرى، والدقهلية، والإسماعيلية، وبورسعيد، رغم الطقس شديد الحرارة والرطوبة العالية التي تشهدها البلاد. وأصدرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية بيانا عاجلا اليوم الثلاثاء، كشفت فيه عن أسباب هذه الظاهرة النادرة، التي وصفتها بأنها «غير موسمية» ولم تشهدها مصر بهذا الحجم منذ ثلاثة عقود.
وأوضح الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد، أن صور الأقمار الصناعية رصدت مرور منخفض جوي سريع في طبقات الجو العليا، تسبب في تكاثر السحب المنخفضة والمتوسطة وتطورها بشكل متسارع، ما أدى إلى هطول أمطار رعدية متفاوتة الشدة، خاصة في جنوب وشرق القاهرة الكبرى. وأشار إلى أن الكتلة الممطرة تحركت تدريجيا شرقا نحو مدن القناة، لكن بشدة أقل. وأكد أن هذه الظاهرة نادرة الحدوث في يوليو، حيث أصدرت الهيئة تحذيرات فورية للمواطنين بتجنب المناطق المنخفضة واتخاذ الحيطة أثناء القيادة، مضيفا أن الرطوبة العالية، التي بلغت 85% في القاهرة، مرتبطة بسيطرة منخفض الهند الموسمي، الذي يجلب كتلا هوائية رطبة من البحر المتوسط، ما يزيد من الإحساس بالحرارة التي تجاوزت 40 درجة مئوية محسوسة في القاهرة الكبرى والوجه البحري. وأفادت تقارير إضافية من الهيئة أن الأمطار تسببت في تراكم مياه في شوارع القاهرة، خاصة في مدينة نصر والتجمع الخامس، ما أدى إلى إغلاق مؤقت لبعض الطرق الرئيسية، بينما تعاملت فرق الحماية المدنية مع حالات طفيفة للغرق في المناطق المنخفضة.
وأثارت الأمطار الصيفية المفاجئة حالة من الدهشة والجدل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث نشر مستخدمون على «X» مقاطع فيديو تُظهر الرياح القوية وتساقط الأمطار مصحوبة بالغبار، مع تعليقات مثل «الصيف بقى شتاء في يوم واحد!» و«القاهرة تحت المطر في عز الحر!»، كما تزامن الحدث مع تحذيرات سابقة من قبطان بحري حول حركة أمواج غير عادية في البحر المتوسط، ما أثار مخاوف من ظواهر مناخية غير متوقعة، لكن الهيئة نفت وجود أي ارتباط بين الأمطار والنشاط الزلزالي. ووفقا لمصادر محلية، تسببت الأمطار في تعطيل حركة المرور في القاهرة الكبرى لمدة تصل إلى ساعتين في مناطق مثل طريق السويس ومحور المشير طنطاوي، حيث اضطرت السلطات إلى نشر فرق صيانة لتصريف المياه، كما أفادت تقارير من مدن القناة بتساقط أمطار خفيفة إلى متوسطة، مع رياح مثيرة للأتربة في الإسماعيلية وبورسعيد. وأعلنت محافظة القاهرة حالة الطوارئ المؤقتة للتعامل مع تجمعات المياه، مع تخصيص خط ساخن لتلقي شكاوى المواطنين. وأشارت الهيئة إلى أن الأمطار قد تستمر بشكل متقطع حتى الأربعاء، مع تحسن تدريجي في الأحوال الجوية بحلول الخميس 3 يوليو 2025. وتأتي هذه الأمطار في سياق ظواهر مناخية متطرفة تشهدها المنطقة، حيث سجل البحر المتوسط في يونيو أعلى درجة حرارة سطحية بمتوسط 26.01 درجة مئوية، وفقا لبرنامج كوبرنيكوس الأوروبي، وقد شهدت دول مجاورة ظواهر مشابهة، مثل هطول أمطار غزيرة في السعودية في يونيو 2025، وانحسار مياه في سواحل لبنان عام 2023 بسبب تغيرات الضغط الجوي.
