تحولت رحلة تابعة لشركة فرونتير إيرلاينز الأمريكية إلى مشهد درامي غير مسبوق، بعدما منعت سيدة جميع الركاب من مغادرة الطائرة، وأصرّت على أن تبقى الأبواب مغلقة حتى تتمكن ابنتها الجالسة في المقاعد الخلفية من النزول أولا.
وبحسب ما نقلته صحيفة هندوستان تايمز، وقعت الحادثة على متن رحلة متجهة إلى مدينة بالتيمور، بعد تأخير طويل استمر أكثر من 3 ساعات على مدرج الإقلاع، ما جعل الركاب في حالة غضب واستياء شديدين.
فيديو يشعل الجدل
المشهد وثّقه أحد الركاب، ويدعى كلينت كيسون، عبر مقطع نشره على منصة إنستغرام، وحقق انتشارا واسعا خلال ساعات.
وقال كيسون في تعليقه: «كانت الرحلة منهكة منذ البداية، وبعد الهبوط كان الجميع يريد مغادرة الطائرة فقط. إلى أن ظهرت امرأة من المقاعد الخلفية تدفع نفسها نحو المقدمة مدعية أنها تبحث عن والدتها».
لكن، كما يروي، لم تمضِ ثوانٍ حتى تبيّن أن السيدة لم تكن تبحث عن أحد، بل أرادت النزول قبل الجميع!
«لن أغادر قبل ابنتي!»
عندما اعترض الركاب على تصرفها، صرخت المرأة بانفعال قائلة إنها تنتظر ابنتها التي ما زالت في آخر الطائرة، وإنها لن تغادر بدونها.
وبسبب امتلاء الممر بالركاب الواقفين، لم تستطع الابنة التقدم للأمام، لتتحول اللحظات إلى فوضى تامة داخل المقصورة.
وقف الجميع في حالة ذهول، بينما كانت الأم تسدّ الممر بجسدها وترفض السماح لأي شخص بالتحرك نحو المخرج.
تدخل الطاقم.. ونهاية المشهد
اضطرّت إحدى المضيفات إلى التدخل لتهدئة الموقف، بعد أن طالبت الراكبة بمنع أي شخص من مغادرة الطائرة حتى تصل ابنتها.
وبعد دقائق من الفوضى والجدال، تمكن الطاقم أخيرا من إقناعها بالتنحي جانبا، ليُستأنف النزول وسط تنفّس جماعي من الركاب للصعداء.
مشهد إنساني أم أنانية مفرطة؟
أثار الفيديو تفاعلا واسعا على المنصات الاجتماعية، بين من رأى في تصرفها دافعا أموميا طبيعيا، ومن اعتبره أنانية مفرطة وعدم احترام للآخرين، خصوصا بعد رحلة متعبة وطويلة.
مهما يكن، فقد تحولت الواقعة إلى قصة رمزية عن الانفعال البشري في لحظات الضغط، حين تختلط العاطفة بالارتباك، وتصبح الطائرة الصغيرة مسرحا كبيرا للطبيعة الإنسانية.