ارتفع عدد ضحايا إعصار كالميجي (المعروف محليا باسم تينو) في الفلبين إلى 66 قتيلا، مع تركيز الدمار في مقاطعة سيبو السياحية الرئيسية، حيث يواجه السكان الآن واقعا مريرا من المنازل المحطمة والشوارع المُغرقة في التراب والحطام.ويُعد هذا الإعصار ال20 الذي يضرب البلاد هذا العام، بعد شهر واحد فقط من زلزال بقوة 6.9 درجة أصاب شمال سيبو، ما أسفر عن عشرات القتلى وآلاف النازحين، ويعكس سلسلة الكوارث التي تضرب الفلبين بانتظام بسبب موقعها الجغرافي في «حزام الإعصار».وفي مدينة تاليساي بسيبو، يتجول الناجون بين أنقاض أحيائهم السابقة، يبحثون عن أي شيء يمكن إنقاذه. وكشفت الصور الجوية عن مشاهد مروعة في سيبو، حيث انحسرت مياه الفيضانات تاركة سيارات مقلوبة، ومنازل مدمرة، وشوارع مسدودة بالحطام.ووفقا لوكالة مكافحة الكوارث الفلبينية (OCD)، فإن أكثر من 200 ألف شخص تم إجلاؤهم في منطقة فيساياس، بما في ذلك أجزاء من جنوب لوزون وشمال مندناو، قبل وصول الإعصار الذي غمر المنازل وأدى إلى انقطاع واسع للكهرباء. الضحايا والمفقودون ومن بين ال66 قتيلا، سقط ستة من أفراد الطاقم العسكري في تحطم مروحية أثناء مهمة إنسانية في مقاطعة أغوسان ديل سور بجزيرة مندناو. كما أُعلن عن 26 مفقودا و10 مصابين، مع تحذير من ارتفاع المياه الشديد الذي قد يصل إلى 3 أمتار في المناطق الساحلية المنخفضة، حسب وكالة الأرصاد الجوية الفلبينية.وتفاقمت الأزمة مع هطول أمطار غزيرة بلغت 183 ملم في 24 ساعة حول عاصمة سيبو، متجاوزة المتوسط الشهري بكثير، ما أدى إلى فيضانات كارثية. تحذيرات من سيناريو أسوأ وبعد عبور بحر الصين الجنوبي، تعزز الإعصار قليلا ويُتوقع وصوله إلى فيتنام مساء الخميس، حيث أعلنت الحكومة حالة الاستعداد القصوى في المناطق الوسطى التي تعاني بالفعل من فيضانات قتلت 40 شخصا وأودت بستة آخرين مفقودين الأسبوع الماضي. الفلبين تحت الضغط المستمر يأتي «كالميجي» في سياق موجة من الكوارث، ففي سبتمبر 2025 اجتاح إعصار سوبر راغاسا شمال لوزون، مُغلقا المدارس والمكاتب الحكومية، ومُسببا رياحا عنيفة وأمطارا غزيرة، ما أدى إلى مقتل 10-14 شخصا. وفي أكتوبر 2025 وقع زلزال بقوة 6.9 درجة في شمال سيبو، أسفر عن عشرات القتلى وآلاف النازحين.وتُعد الفلبين، التي تضربها حوالى 20 عاصفة استوائية سنويا، واحدة من أكثر الدول عرضة للكوارث بسبب موقعها في «حزام النار والأعاصير»، إضافة إلى البراكين النشطة والزلازل المتكررة.وفي إجراء فوري، أعلنت وزارة التجارة الفلبينية تجميد أسعار السلع الأساسية في غويان (شرق سامار) حتى 3 يناير 2026، بعد إعلان حالة الطوارئ. أمل وسط الدمار ورغم الخسائر، تعمل فرق الإنقاذ والصليب الأحمر الفلبيني على إنقاذ المحاصرين، بينما يعود السكان إلى أسطح المنازل والسيارات المُغرقة بحثا عن ممتلكاتهم. وتُشير التقارير إلى أن الإعصار قد يضعف قليلا أثناء عبوره فيساياس، لكنه سيظل يشكل تهديدا كبيرا، ما يدعو إلى تعزيز الإجراءات الوقائية في مواجهة تغير المناخ الذي يزيد من شدة هذه العواصف.



