تشهد جنوب أوروبا موجة حرائق غابات غير مسبوقة، حيث أُغلقت مسارات السياحة في جبل فيزوف بجنوب إيطاليا بسبب حريق هائل اندلع منذ أيام، بينما حذرت السلطات الفرنسية من يوم صعب في مكافحة أكبر حريق غابات تشهده البلاد منذ عام 1949.
في إيطاليا، امتد الحريق في حديقة فيزوف الوطنية بالقرب من نابولي ليغطي نحو 3 كيلومترات بحلول مساء أمس (السبت)، مُدمرًا مئات الهكتارات من الغابات ومُسببًا نفوق حيوانات برية.
وكانت الأدخنة الكثيفة مرئية من بومبي ونابولي، ما دفع السلطات إلى إغلاق جميع مسارات التنزه في الجبل لتأمين سلامة الزوار وتسهيل عمليات الإطفاء.
ونشرت إيطاليا 6 طائرات إطفاء من طراز كانادير و12 فرقة إطفاء على الأرض، بمساندة جنود وشرطة ومتطوعين من الحماية المدنية، مع استخدام طائرات مسيرة لمراقبة انتشار الحريق.
**media[2567413]**
وأثر الحريق بشكل رئيسي على غابة تيرزينيو الصنوبرية ومناطق قريبة من بلدات تريكاسي وإركولانو وأوتافيانو عند سفح الجبل.
ووصف فرانشيسكو رانييري، رئيس بلدية تيرزينيو، الوضع بأنه حرج للغاية ليلة السبت، مشيرًا إلى شبهات قوية بأن الحريق قد يكون ناتجًا عن حريق متعمد. ومع ذلك، لم تصل النيران إلى المنازل بفضل جهود رجال الإطفاء. وبقي موقع بومبي الأثري مفتوحًا للزوار رغم الأدخنة.
وفي فرنسا، تمكنت فرق الإطفاء في منطقة أود الجنوبية من احتواء حريق هائل أودى بحياة شخص وأصاب عدة آخرين، لكنه ظل يهدد بسبب موجة حر متوقعة تصل إلى 40 درجة مئوية وهبوب رياح جافة.
وقال كريستيان بوجيه، محافظ أود، إن يوم الأحد، 10 أغسطس 2025، سيكون صعبًا بسبب التحذير الأحمر من الحرارة الشديدة، ما يعقد جهود السيطرة على الحريق الذي اجتاح 16 ألف هكتار من النباتات، وهي مساحة تعادل حجم باريس.
وأشار قائد فرق الإطفاء في المنطقة كريستوف ماني إلى أن الحريق لن يُطفأ بالكامل قبل أسابيع، مع استمرار نشر 1300 رجل إطفاء لمنع اشتعاله مجددًا.
وتُعد هذه الحرائق جزءًا من موجة حرائق غابات تجتاح جنوب أوروبا، مدفوعة بموجات حر وجفاف شديدين مرتبطين بالتغير المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية.
**media[2567414]**
وقد أدت هذه الظروف إلى زيادة احتمالية الحرائق وتوسع المناطق المحترقة في مناطق مثل جنوب أوروبا، شمال أوراسيا، الولايات المتحدة، وأستراليا، مع تمديد موسم الحرائق عالميًا بنحو أسبوعين في المتوسط.
وفي إيطاليا، أثارت الأدخنة الكثيفة مخاوف صحية في بلدات إركولانو وتوري ديل غريكو، بينما في فرنسا، أبلغت إيمانويل بيرنييه، مزارعة في أود، عن خسارة 17 حيوانًا في الحريق، واصفة المشهد بـ«المدمي».