في ضربة قاسية لأحد أبرز البرامج الحكومية في إندونيسيا، أعلنت وكالة الغذاء والدواء الإندونيسية أمس (الأربعاء) أن أكثر من 9 آلاف طفل تعرضوا للتسمم الغذائي بعد تناول وجبات مدرسية مجانية خلال العام الجاري، وهو رقم يفوق التقديرات السابقة التي كانت تراوح بين 5 آلاف و6 آلاف حالة.
وأثارت هذه الحصيلة الكارثية، التي تشمل حالات شديدة أدت إلى دخول مئات الأطفال المستشفيات، غضباً شعبياً واسعاً ودفعت المشرّعين والمنظمات غير الحكومية إلى المطالبة الفورية بتحسين معايير سلامة الأغذية، بل وتعليق البرنامج مؤقتاً لإجراء تحقيق شامل.
وبدأت الأزمة تتفاقم في الأسابيع الأخيرة، إذ سجلت الوكالة أكثر من 70 حادثة تسمم غذائي مرتبطة بالوجبات المدرسية في مناطق متعددة مثل جاوة الغربية وسولاويزي الوسطى، وفي 25 سبتمبر وحده، أصيب أكثر من ألف طفل في مقاطعة جاوة الغربية بأعراض حادة مثل الإسهال والقيء والصداع بعد تناول وجبات تحتوي على دجاج بالصلصة الصويا وتوفو مقلي وخضروات.
تعليق عمل 56 مطبخاً مدرسياً
ووفقاً لتقارير الوكالة الوطنية للتغذية، التي تشرف على البرنامج، أدت هذه الحوادث إلى تعليق عمل 56 مطبخاً مدرسياً فورياً، مع حظر استخدام الأطعمة المعالجة وإغلاق المطابخ غير المعتمدة صحياً بحلول الشهر القادم.
يأتي هذا البرنامج، المعروف باسم «برنامج الوجبات المدرسية» كأحد أهم وعود الرئيس برابوو سوبريانتي خلال حملته الانتخابية في 2024، إذ وعد بتوفير وجبات مجانية مغذية لـ82.9 مليون طفل مدرسي، إضافة إلى النساء الحوامل والمسنين، لمكافحة سوء التغذية المنتشر في إندونيسيا، الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في جنوب شرق آسيا، حيث يعاني نحو 27% من الأطفال من قصور غذائي.
وانطلق البرنامج في 6 يناير 2025 بميزانية هائلة تصل إلى 28 مليار دولار أمريكي بحلول نهاية الولاية الرئاسية في 2029، ويغطي حالياً أكثر من 15 مليون طالب، مع خطط للوصول إلى 20 مليوناً بحلول أغسطس 2026.
ومنذ إطلاق البرنامج سرعان ما تحول إلى مصدر قلق صحي، حيث سجلت السلطات أكثر من 1,376 حالة تسمم غذائي مرتبطة بالمدارس بين يناير ويونيو، وارتفع العدد إلى أكثر من 5,914 حالة بحلول 25 سبتمبر، ثم إلى 9 آلاف طفل وفقاً لتقديرات وكالة الغذاء والدواء الإندونيسية.