في تصعيد جديد للتوترات بين الملياردير الأمريكي إيلون ماسك والرئيس دونالد ترمب، نشر ماسك منشورًا ساخرًا على منصة «إكس» ينتقد فيه إدارة ترمب لعدم إحراز تقدم في قضية جيفري إبستين.
وتضمن منشور ماسك على منصته الشهيرة صورة لعداد وهمي بعنوان «عداد اعتقالات جيفري إبستين الرسمي للمتحرشين بالأطفال»، مثبتًا على الرقم «0000»، مع تعليق لاذع من ماسك: «ما الساعة؟ انظروا، لم يتم اعتقال أحد مجددًا»، وهو المنشور الذي أثار جدلاً واسعاً، حيث اعتبره البعض هجومًا مباشرًا على ترمب، مُلمحًا إلى تقاعس إدارته في الكشف عن وثائق أو ملاحقة المتورطين في قضية إبستين.
يأتي هذا الهجوم في سياق خلاف متصاعد بين ماسك وترمب، حيث سبق أن اتهم ماسك الرئيس في يونيو، بأن اسمه مدرج في ملفات إبستين السرية، وهي الوثائق المتعلقة بقضية الملياردير المدان بالاتجار بالقاصرات، والذي انتحر في سجنه عام 2019، وردّ ترمب حينها بنفي الاتهامات ووصفها بأنها «مؤسفة»، بينما هدد بإلغاء العقود الحكومية مع شركات ماسك.
وعلى الرغم من محاولات تهدئة الخلاف بوساطة شخصيات مثل نائب الرئيس جي دي فانس، عادت التوترات للاشتعال مع إعلان ماسك عن تأسيس «حزب أمريكا»، وهو خطوة وصفها ترمب بـ«السخيفة» و«العبث السياسي».
وبدأت العلاقة بين إيلون ماسك ودونالد ترمب كتحالف سياسي وثيق، حيث دعم ماسك ترمب علنًا خلال حملته الرئاسية لعام 2024، بل وشارك في إدارته كمستشار لهيئة الكفاءة الحكومية، لكن الخلافات بدأت تظهر في أواخر مايو، عندما عارض ماسك مشروع قانون الإنفاق الجمهوري الضخم، المعروف بـ«القانون الكبير الجميل»، معتبرًا أنه يزيد الدين الوطني بشكل غير مسؤول ويهدد الاقتصاد، خصوصاً مع إلغاء الإعفاءات الضريبية للسيارات الكهربائية التي تؤثر على شركة «تسلا».
وتصاعدت التوترات في يونيو، عندما نشر ماسك منشورًا مثيرًا للجدل زعم فيه أن ترمب مدرج في ملفات إبستين، دون تقديم أدلة، ما أدى إلى تبادل الإهانات العلنية، رد ترمب بمهاجمة نجاحات ماسك التجارية، مُلمحًا إلى أنها تعتمد على الدعم الحكومي، وهدد بفحص استثماراته.
أما قضية جيفري إبستين، الملياردير الأمريكي، الراحل، كان متهمًا بإدارة شبكة للاستغلال قاصرات تتراوح أعمارهن بين 13 و17 عامًا، واستخدام جزيرته الخاصة ومنازله لارتكاب جرائم أخلاقية، وأُدين إبستين في 2008 بتهم الدعارة، لكنه حصل على صفقة مخففة قضى بموجبها 13 شهرًا في السجن، في 2019، واجه اتهامات جديدة بالاتجار بالقاصرات، لكنه انتحر في زنزانته قبل المحاكمة، ما أثار نظريات مؤامرة حول وفاته.