تمضي وزارة الرياضة قدما في رحلة بناء مجتمع رياضي وحيوي، مرتكزة على رؤى شاملة ومبادرات نوعية، في إطار سعيها المكثف لجعل الرياضة أسلوب حياة وثقافة لمختلف الفئات العمرية، وليس مجرد وسيلة للترفيه؛ تنشط في أوقات وتقل في كثير منها.
وخلال الأعوام الماضية؛ وتحديدا منذ انطلاق رؤية السعودية 2030، بركائزها الثلاث «وطن طموح، واقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي»، استمر العمل الجدي في القطاع الرياضي، بالتعاون مع مختلف الجهات ذات العلاقة لتحقيق هذه الركائز، فأقرت البرامج وتوحدت الجهود كافة، نحو الوصول للمساهمة الفعلية والمباشرة في تحقيق الرؤى الوطنية للمملكة.
وبالنظر إلى إحدى الركائز الأساسية للرؤية «مجتمع حيوي»، فقد واصلت وزارة الرياضة جهودها الحثيثة للعمل في إطار تحقيق هذه الركيزة، الأمر الذي أثمر عن تسجيل نجاحات وإنجازات جديدة في العام الحالي 2025م، من خلال ارتفاع نسب ممارسة النشاط البدني في المملكة لمدة 150 دقيقة وأكثر أسبوعيا، والتي وصلت إلى 59.1% للبالغين من 18 سنة فأكثر، كما أن نسبة الممارسين للنشاط البدني لمدة 60 دقيقة فأكثر للأطفال من عمر 5 إلى 17 سنة وصلت إلى 19%.
ومن خلال مقارنة بسيطة بين ما تحقق والمستهدف في مؤشري ممارسة النشاط البدني، فإن النسبة المستهدفة لعام 2025م هي 55% للبالغين من 18 سنة فأكثر، في حين وصلت النسبة حاليا لأعلى من ذلك (59.1%)، متخطية أيضا النسبة المستهدفة لعام 2027م القادم وهي 58%.
كما أن مؤشر ممارسة النشاط البدني لمدة 60 دقيقة فأكثر للأطفال من عمر 5 إلى 17 سنة قد تجاوزت النسبة المستهدفة للعام الحالي 2025م والمحددة بـ12%، محققة قفزة نوعية وصلت إلى النسبة المستهدفة في عام 2029م وهي 19%.
هذه الأرقام لم تكن وليدة اللحظة، بل هي ثمار جهود عمل تكاملية داخل وزارة الرياضة، بالتعاون مع مختلف المؤسسات داخل القطاع الرياضي وكذلك القطاعين العام والخاص، إذ حرصت الوزارة من خلال تعاونها مع الجهات ذات العلاقة، على إطلاق العديد من المبادرات الرياضية المجتمعية، الموجهة مباشرة إلى المجتمع المحلي في مختلف مناطق المملكة، والتي يأتي في مقدمتها ماراثون الرياض، بعد التعاون مع الاتحاد السعودي للرياضة للجميع؛ إذ شارك في النسخة الأخيرة من هذا الماراثون أكثر من 40 ألف متسابق من مختلف الفئات العمرية، يمثلون 144 دولة من أنحاء العالم كافة، بلغت فيها نسبة الذكور المشاركين 60%، فيما بلغت نسبة المشاركات من النساء 40%.
وإلى جانب ماراثون الرياض، كان للفعاليات الرياضية الكبرى التي تحتضنها المملكة -وأصبحت وجهة مفضلة لها- تأثير رئيس ومهم في إقبال المجتمع المحلي على الاهتمام بالرياضات المفضلة لهم، سواء من خلال ممارستها كهواة، أو حتى الانضمام إلى أحد الأندية الرياضية وتحقيق هدف شخصي رياضي للفرد، إذ كسر حاجز الفعاليات المقامة حتى الآن حاجز الـ130 فعالية كبرى في مختلف الألعاب التي حققت الشغف وجذبت المهتمين لها.
دور وزارة الرياضة لم يقتصر على ذلك فحسب، بل امتد إلى تأسيس منصة رسمية بمسمى «نافس»، والتي مكنت المستثمرين المحليين والدوليين من المساهمة في القطاع الرياضي مباشرة، من خلال إصدار التراخيص للأندية والصالات والأكاديميات الرياضية، بما أسهم في دعم مشاريعهم الخاصة، وكذلك إتاحة الفرصة أمام المجتمع المحلي للاستفادة منها، من خلال توفير بيئة صحية بأعلى المعايير والمواصفات لممارسة النشاط البدني، إضافة إلى اكتشاف مواهب جديدة تخدم مستقبل الرياضة السعودية وتميزها.
ولأن التعاون ركن أساسي من أركان النجاح، فقد واصلت وزارة الرياضة تحقيق التكامل مع مختلف الجهات الحكومية بإطلاق عدد من البطولات والمبادرات النوعية التي تصب في مصلحة نسب الممارسة للرياضة، علاوة على تحقيق أهداف وطنية كبرى ببناء أجيال مميزة رياضيا، ولعل من أبرز أوجه التكامل المثمر هو دوري المدارس لكرة القدم للطلاب والطالبات، والذي شارك في آخر نسخة استثنائية منه أكثر من 42 ألف طالب وطالبة لفئات عمرية عديدة، بدأت من سن 9 سنوات وحتى 15 سنة، والتي حققت أهدافها باكتشاف مواهب سعودية مؤهلة وصغيرة.
وعلاوة على ذلك، فإن لوزارة الرياضة شراكات مثمرة مع وزارة البلديات والإسكان ومؤسسة المسار الرياضي، وغيرها من الجهات ذات العلاقة من خلال إطلاق عدد من المشاريع التي تخدم ممارسة الرياضة في المجتمع المحلي.
ولم تغفل الوزارة المبادرات الرياضية التفاعلية مع المجتمع المحلي، والموزعة على مدار العام، ومنها مبادرة «الرياضة أفضل شيء»، و«اسبقني»، و«احرقها»، وغيرها من المبادرات النوعية التي حققت الأهداف المرجوة منها، وشهدت انتشارا واسعا وتأثيرا إيجابيا.
كل تلك البرامج والشراكات والمبادرات المبتكرة، تعكس حرص وزارة الرياضة على مواصلة العمل نحو بناء مجتمع أكثر حيوية، بتسخير جهود كبرى تحوّل مفهوم الرياضة من مجرد نشاط محدود إلى ثقافة مجتمعية دائمة، انطلاقا من رؤية طموحة تخدم حياة الإنسان على أرض المملكة في الحاضر والمستقبل.