أعلنت المصورة الصحفية الكندية فاليري زينك، استقالتها من وكالة رويترز للأنباء بعد ثماني سنوات من العمل كمراسلة مستقلة، احتجاجاً على ما وصفته بـ«خيانة الوكالة للصحفيين» في قطاع غزة، حيث انتقدت قي منشور مؤثر عبر حسابها على منصة إكس، دور «رويترز»’في «تبرير وتمكين» الجيش الإسرائيلي من استهداف وقتل 246 صحفياً فلسطينياً في غزة منذ أكتوبر 2023، معتبرة ذلك «خيانة للمهنة الصحفية».
وأشارت زينك إلى أن الوكالة ساهمت في نشر «روايات إسرائيلية لا أساس لها»، مثل الادعاء بأن الصحفي أنس الشريف، مراسل قناة الجزيرة الحائز على جائزة بوليتزر، كان «عنصراً في حماس»، وهو ما وصفته بأنه «كذبة من بين أكاذيب لا حصر لها» كررتها وسائل الإعلام الغربية.
**media[2575501]**
كما أدانت زينك تقاعس «رويترز» عن الدفاع عن زملائها، بما في ذلك مصور الوكالة حسام المصري، الذي قُتل في هجوم إسرائيلي على مستشفى ناصر بخان يونس يوم الإثنين، ضمن ما وصفته بـ«هجوم مزدوج» استهدف الصحفيين والمسعفين عمداً.
وأرفقت زينك منشورها بصورة لبطاقتها الصحفية الممزقة، معربة عن «عارها وحزنها العميق» لاستمرارها في العمل مع الوكالة، وتعهدت بتكريس عملها المستقبلي لتكريم شجاعة الصحفيين في غزة، واصفة إياهم بـ«الأشجع والأفضل في تاريخ الصحافة».
**media[2575502]**
وفاليري زينك، هي مصورة صحفية وناشطة مجتمعية مقرها مدينة ريجينا الكندية، عملت كمراسلة مستقلة ل«رويترز» منذ عام 2017، ونُشرت أعمالها في منصات عالمية مثل «نيويورك تايمز» و«الجزيرة» وتتمتع بتاريخ طويل من التضامن مع القضية الفلسطينية، حيث عملت كمسعفة خلال الانتفاضة الثانية في الضفة الغربية وغزة.
وفي نوفمبر 2023، شاركت في احتجاج لوقف إطلاق النار في مبنى البرلمان في ساسكاتشوان، مما أدى إلى منعها مؤقتاً من دخول المبنى لمدة ستة أشهر، وتأتي استقالتها في سياق غير مسبوق لاستهداف الصحفيين في غزة، حيث وثّقت منظمات مثل «لجنة حماية الصحفيين» مقتل ما لا يقل عن 244 صحفياً.
ويُعد هذا العدد الأعلى في أي نزاع في التاريخ الحديث، متجاوزًا الحروب العالمية الأولى والثانية وحروب كوريا وفيتنام وأفغانستان مجتمعة، حتى أثارت القضية جدلاً واسعاً، واتهمت منظمات حقوقية مثل «مراسلون بلا حدود» القوات الإسرائيلية بـ«إبادة الصحافة الفلسطينية» بلا عقاب.
وكان الهجوم على مستشفى ناصر، الذي أودى بحياة 20 شخصاً، بينهم خمسة صحفيين، قد أثار إدانات دولية، ووصفت نقابة الصحفيين الفلسطينيين الهجوم بأنه «حرب مفتوحة على الإعلام الحر»، بينما دعت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز إلى فرض عقوبات وحظر أسلحة على إسرائيل.