كشف علماء آثار إيطاليون النقاب عن اكتشاف مذهل في حديقة أبيا الإقليمية بروما، حيث عثروا على كنيسة مسيحية مخفية داخل حمام روماني قديم يعود إلى القرن الثاني الميلادي في فيلا سيتي باسي، المعروفة بحمامات تريتون.
**media[2530179]**
وأعلنت إدارة الحديقة عن الاكتشاف عبر منشور على فيسبوك في مايو 2025، مشيرة إلى أن الحمامات، التي كانت تُستخدم كمركز اجتماعي في العصر الروماني، تم تحويلها في العصور المتأخرة إلى كنيسة تحتوي على حوض مبطن بالرخام يُعتقد أنه كان يُستخدم كمعمودية، وفقا لموقع «فوكس نيوز».
**media[2530180]**
وأوضحت الدراسات الأثرية أن الحوض شهد تجديدين: الأول كان حوضاً عميقاً للتعميد بالغمر الكامل، وهو طقس مسيحي رئيسي في العصور الأولى، ثم تم رفع قاعه في مرحلة لاحقة.
ويشير هذا الاكتشاف إلى أن الموقع تحول إلى كنيسة معمودية تحمل حقوق الدفن، حيث عُثر على العديد من المدافن في المنطقة، مما يعزز فرضية وجود كرسي أسقفي في ريف روما.
**media[2530181]**
ويُعدّ هذا الاكتشاف دليلاً مهماً على عملية التحول إلى المسيحية في المنطقة، حيث أعاد المسيحيون الأوائل استخدام المرافق الوثنية لأغراض دينية.
وتُعدّ هذه النتائج جزءاً من سلسلة اكتشافات في حديقة أبيا، التي شهدت ربيع هذا العام العثور على رأس تمثال إله وثني مدفون عمداً في أسس كنيسة القديس ستيفن على تل كايليان، وهي كنيسة من القرن الخامس، ويُعتقد أن دفن التمثال كان رمزاً لرفض الوثنية من قبل المسيحيين.
**media[2530182]**
وأكدت إدارة الحديقة أن هذه الاكتشافات تفتح آفاقاً جديدة لفهم التحولات الثقافية والدينية في روما خلال العصور المتأخرة، مع استمرار الأبحاث لتوثيق الأهمية التاريخية لهذه المواقع.
تُعدّ حديقة أبيا الإقليمية واحدة من أغنى المناطق الأثرية في العالم، حيث تحتضن بقايا طريق أبيا القديم، أحد أهم الطرق الرومانية، بالإضافة إلى مواقع مثل فيلا سيتي باسي التي كانت مركزاً للأنشطة الاجتماعية والاقتصادية.
الحمامات الرومانية لم تكن مجرد أماكن للنظافة، بل كانت مراكز اجتماعية تضم مرافق للرياضة والاسترخاء، تشبه الصالات الرياضية الحديثة.
وخلال العصور المتأخرة، ومع انتشار المسيحية، تم تحويل العديد من هذه المواقع إلى كنائس أو أماكن دينية، مما يعكس التحولات الاجتماعية والدينية في الإمبراطورية الرومانية، وتساهم هذه الاكتشافات في إثراء المعرفة بالتاريخ الروماني والمسيحي، وتؤكد أهمية روما كمركز للدراسات الأثرية.