أكد فهد الأحمد، مدير العمليات في قنوات «SSC»، أن القطاع الرياضي السعودي يشهد اليوم مرحلة نضج وتطور استثنائية، مستفيداً من التشريعات الحديثة وقاعدة جماهيرية واسعة، ما يجعل المملكة منصة رائدة عالمياً في استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى.
وأوضح الأحمد، خلال مشاركته في جلسة بعنوان «النقل التلفزيوني ومستقبل البث الرياضي» ضمن فعاليات منتدى الاستثمار الرياضي، أن الطلب المتزايد على المحتوى المتخصص لكل رياضة يعكس تطور ذائقة المشاهد السعودي، واهتمامه بالتفاصيل الفنية والتحليلية، مؤكداً أن هذه المرحلة تمثل فرصة واعدة لتوسيع آفاق النقل التلفزيوني.
وأضاف: «المنصات الإعلامية تتطور بسرعة كبيرة لتقديم محتوى يواكب اهتمامات الجمهور، ويلبي المعايير الاحترافية في الطرح وجودة الإنتاج واستهداف الفئات المتنوعة».
كوادر وطنية وكفاءات متخصصة تقود المشهد الإعلامي
وأشار الأحمد إلى التحول في المشهد الإعلامي السعودي، قائلاً: «كنا نعتمد سابقاً على كوادر دولية، واليوم نرى طواقم إعلامية سعودية متخصصة بمختلف الرياضات، وهو ما يعكس نجاح الإستراتيجية الوطنية في بناء الكفاءات المحلية».
ودعا إلى تعزيز برامج التدريب الإعلامي المتخصصة لكل رياضة، مبيناً أن وجود أكثر من 90 اتحاداً رياضياً في المملكة، وشباب سعودي شغوف، يشكلان قاعدة صلبة لبناء منظومة إعلامية محترفة تدعم النقل والتغطية باحترافية عالية.
واختتم الأحمد حديثه بالتأكيد على أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة داعمة للإعلام الرياضي، من خلال تحليل سلوكيات الجمهور ورفع جودة المحتوى، بما يعزز من التفاعل الجماهيري ويدعم التجربة الإعلامية الحديثة.
نيكولو: التحول الرقمي يصنع تجربة جماهيرية غنية
من جانبه، شدد رونالد نيكولو، نائب الرئيس ومدير كرة القدم في منطقة الشرق الأوسط لمجموعة IMG MENA، على أهمية التحول الرقمي في رسم ملامح جديدة للإعلام الرياضي، موضحاً أن الهاتف الذكي أصبح المنصة الأهم لاستهلاك المحتوى الرياضي.
وقال نيكولو: «يجب أن يقدم الإعلام الرياضي تجربة رقمية غنية وشاملة تلبي توقعات الجمهور، فالمحتوى اليوم هو المحور الأساس، ويتأثر بعوامل إنتاجية وتقنية تختلف من منطقة لأخرى، ما يجعل إشراك الجمهور في صناعة هذا المحتوى خطوة ضرورية».
وتابع: «رؤية المملكة 2030 أحدثت تحولاً نوعياً في تقديم المنتج الرياضي السعودي، ونقل قصة المملكة إلى العالم، ونعمل على تطوير النقل التلفزيوني وتحسين الرسائل البصرية لنواكب هذا التحول».
واختتم نيكولو حديثه بالتأكيد على أن الاستثمار في رأس المال البشري يعد الأساس لاستدامة المشهد الإعلامي، خصوصاً في مجالي الإنتاج والنقل.
الصحاف: الإعلام الرياضي بيئة جاذبة للعلامات التجارية
وفي السياق ذاته، أوضح أحمد الصحاف، الرئيس التنفيذي لشركة MBC Media Solutions، أن الإعلام الرياضي يعيش مرحلة تحول كبيرة على مستوى المتابعة والطلب الإعلاني، ما يفتح الباب أمام فرص استثمارية واسعة للعلامات التجارية.
وقال: «تزايد أعداد المشاهدين على المنصات المختلفة خلق بيئة خصبة لربط الإعلانات بالمحتوى الرياضي»، مبيناً أن النجاح في ذلك يتطلب تنسيقاً فعالاً بين المنتجين والاستوديوهات والمعلنين.
وأضاف الصحاف: «تنوع الوسائل الإعلانية وسرعة الوصول إلى الجمهور المستهدف يمثلان ركيزتين أساسيتين في صناعة تجربة ترويجية متكاملة تعود بالنفع على القطاعين الرياضي والإعلاني».
العجمة: جودة المحتوى أساس بناء الثقة مع الجمهور
من جهته، شدد الإعلامي تركي العجمة، مذيع قنوات روتانا، على أهمية الحفاظ على جودة المحتوى الإعلامي، مؤكداً أن التلفزيون لا يجب أن يُعامل كمنصة تواصل اجتماعي، بل يتطلب التزاماً بالمعايير المهنية والمصداقية.
وقال: «جودة المحتوى تبقى العامل الحاسم في بناء الثقة، فالإعلامي مسؤول عن نقل المعرفة وتشكيل الوعي، لا عن تقديم الترفيه فقط»، لافتاً إلى أن الإعلام الرياضي المحلي يواجه تحديات في الوصول إلى النجوم ونقل الأحداث في ظل غياب حقوق البث ولجوء بعض اللاعبين إلى المنصات الخارجية.
وأضاف: «نقل الأخبار لا بد أن يتم عبر مصادر موثوقة، وبطريقة مباشرة، بعيداً عن الاجتهادات الشخصية والروايات غير المؤكدة»، مشدداً على أن الجمهور يستحق محتوى دقيقاً يعكس الواقع.
واختتم العجمة حديثه بدعوة إلى استثمار إمكانات الإعلام الرياضي بالشكل الأمثل من خلال تعزيز المهنية، وتوفير بيئة داعمة، وتقدير الجهود، مؤكداً أن «الإعلام القوي يبدأ من الداخل، ويحتاج إلى إستراتيجية واضحة ودعم مستمر لضمان استدامته ونموه».