
رسخت الجامعة الأردنية موقعها كواحدة من أوائل الجامعات التي تنظم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم والبحث العلمي والإدارة، في خطوة ريادية تؤكد مكانتها السباقة في مواكبة التحولات العالمية واستشراف المستقبل.
وأقر مجلس عمداء الجامعة تعليمات تضبط آليات توظيف هذه الأدوات، بما يحافظ على نزاهة العملية الأكاديمية ويعزز معايير الجودة والتميز، انطلاقا من دورها كمؤسسة أكاديمية رائدة تؤمن بالمسؤولية الأخلاقية في التعامل مع التقنيات الحديثة.
ووفقا لبيان الجامعة اليوم الثلاثاء، جاء القرار اعتمادا على توصيات اللجنة المختصة بشأن مقترح التعليمات، استنادا إلى البند 13 من المادة 16 من قانون الجامعات الأردنية رقم 18 لسنة 2018.
وأكدت التعليمات أن أدوات الذكاء الاصطناعي تعد وسيلة داعمة لتحسين جودة التعليم والبحث العلمي والإدارة، لكنها لا تحل محل القدرات البشرية ولا يجوز الاعتماد عليها كبديل في أداء المهام الأساسية.
وشددت الجامعة على ضرورة الالتزام بالمعايير الأكاديمية والأخلاقية واحترام حقوق الملكية الفكرية، مع الإفصاح عن استخدام هذه الأدوات في الأبحاث الأكاديمية والتقارير وتحميل المستخدم كامل المسؤولية عن أي سوء استخدام.
وصنفت التعليمات استخدام الذكاء الاصطناعي في الجامعة إلى 3 مستويات أولا: مسموح بدون إفصاح: استخدامات مشروعة لا تؤثر على نواتج العملية التعليمية أو البحثية مثل التحقق من القواعد اللغوية أو توليد أفكار أولية للنقاش أو التوضيح.
ثانيا: مسموح بشرط الإفصاح: يسمح باستخدام هذه الأدوات بعد الإفصاح وأخذ الموافقة المسبقة من المرجع المختص، مثل المساعدة في كتابة أجزاء من مشروع أو تقرير، أو إعداد مسودات أولية للمحتوى.
ثالثا: غير مسموح: استخدامات تخل بتكافؤات العمل الأكاديمي أو البحثي أو الإداري، مثل تقديم مخرجات الذكاء الاصطناعي كعمل أصيل للمستخدم، الاعتماد عليها في كتابة الأبحاث أو إعداد الامتحانات بالكامل أو إنشاء محتوى غير دقيق أو مضلل.
وأوضحت التعليمات أن المدرسين يمكنهم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تطوير الخطط الدراسية، تحضير الأنشطة الصفية، تحسين استراتيجيات التدريس مع ضمان دقة المخرجات، بينما يعد اعتماد الطلبة على هذه الأدوات في الامتحانات أو الواجبات غشا أكاديميا يطبق عليه الإجراءات التأديبية.
وعلى الصعيد الإداري، يسمح بتوظيف الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة، مثل إعداد التقارير وجدولة المهام مع ضرورة المراجعة البشرية، بينما يسمح في البحث العلمي باستخدامه في الصياغة والتحرير اللغوي، تلخيص النصوص، تنظيم المراجع، مع حظر إدراج بيانات مزيفة أو نسب أفكار الذكاء الاصطناعي على أنها إنتاج الباحث.
وتهدف هذه التعليمات إلى تعزيز جودة العملية التعليمية والبحثية والإدارية وضمان الاستخدام الأخلاقي والمسؤول التقنيات الحديثة بما يحافظ على قيم الجامعة في الإبداع والتميز والنزاهة.
يشار إلى أن المجلس قد سبق وأصدر تعليمات تنظم استخدام طلبة الدراسات العليا لأدوات الذكاء الاصطناعي في كتابة الرسائل الجامعية.
–(بترا)
“الأردنية” تعتمد أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم والبحث العلمي والإدارة .