
كشفت دراسة حديثة أن جودة النوم ترتبط بشكل وثيق بالصحة النفسية لدى الشباب، فيما يلعب كل من تناول الفواكه والخضروات والنشاط البدني دوراً مهماً في تعزيزها.
وأظهرت النتائج، بشكل غير متوقع، أن زيادة استهلاك الفواكه والخضروات يمكن أن يعوّض إلى حد كبير الآثار السلبية الناجمة عن ضعف جودة النوم.
الدراسة التي قادها الدكتور جاك كوبر من جامعة «أوتاغو» النيوزيلندية ونُشرت في مجلة PLOS One، جاءت لسد فجوة بحثية تتعلق بدراسة تأثير أنماط الحياة المختلفة على الصحة النفسية الإيجابية، إذ لم تكن التفاعلات بين العادات اليومية المختلفة قد أُخذت في الاعتبار بشكل كافٍ في الدراسات السابقة.
اعتمد الباحثون على بيانات ثلاث دراسات، شملت استطلاعاً لـ 1032 مشاركاً من ثلاث دول، ومتابعة يومية استمرت 13 يوماً لـ 818 شاباً، وأخرى لمدة 8 أيام لـ 236 مشاركاً استخدموا أجهزة تتبع لقياس النشاط البدني، وأظهرت النتائج في الدراسات الثلاث أن جودة النوم كانت المؤشر الأقوى على تحسن الصحة النفسية، تلاها استهلاك الفواكه والخضروات، ثم النشاط البدني.
وكان تأثير الأخير أكثر وضوحاً عند مقارنة أداء الأفراد بين أيام مختلفة، حيث أدى تناول كمية أكبر من الفواكه والخضروات في يوم معين إلى تحسن الصحة النفسية في اليوم نفسه. وبيّنت الدراسة أن كل عادة من هذه العادات الثلاث (النوم، الغذاء، النشاط البدني) تؤثر بشكل مستقل على الصحة النفسية، لكن تراكمها يعزز الشعور بالرفاهية.
اللافت أن التفاعل بين النوم والتغذية أظهر نتائج مهمة، إذ قلّل تناول كميات مرتفعة من الفواكه والخضروات من آثار قلة النوم، بينما ساهم النوم الجيد في التخفيف من الأثر السلبي لانخفاض استهلاكها.
وقال الدكتور كوبر: «لا يحتاج الشباب إلى تحقيق مؤشرات مثالية لتحسين صحتهم النفسية. فالنوم بشكل أفضل قليلاً، أو تناول طعام صحي أكثر، أو ممارسة الرياضة لعشر دقائق إضافية، يمكن أن يحدث فرقاً ملموساً».
من جانبها، أكدت البروفيسورة تاملين كونر من الجامعة نفسها أن «جودة النوم هي العامل الأكثر تأثيراً على الصحة النفسية في اليوم التالي، إلا أن الغذاء الصحي والنشاط البدني يعززان أيضاً الشعور بالرفاهية».
مصدر الخبر: الأرق وصحتك النفسية .. الفواكه والخضروات هي الحل .