
أصدر منتدى الاستراتيجيات الأردني، ورقة سياسات بعنوان “تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل: حالة العالم والأردن”، لتسليط الضوء على أبرز نتائج تقرير “الذكاء الاصطناعي التوليدي والوظائف: مؤشر عالمي محسن للتعرض المهني 2025” الصادر عن منظمة العمل الدولية.
وحدد المنتدى في الورقة أثر الذكاء الاصطناعي على سوق العمل الأردني، علاوة على تقديمه لبعض التوصيات العملية من أجل الحد من تداعياته المحتملة، وكيفية تعزيز قدرة سوق العمل على التكيف مع التحولات التكنولوجية المستقبلية.
وأشارت الورقة إلى أن أهمية التقرير تكمن في تفسير أثر الذكاء الاصطناعي التوليدي على المهن القائمة والتوظيف، إذ اعتمد مؤشر التقرير على تحليل بيانات الوظائف ومهامها عالميا (أكثر من 30 ألف مهمة وظيفية)، بالاستناد إلى التصنيف الدولي الموحد للمهن (ISCO).
وتراوحت درجات المؤشر بين (0 إلى 1)، بحيث تشير الدرجة (0) إلى المهام التي لن تتعرض للتأثر أو الاستبدال بالذكاء الاصطناعي، في حين تمثل الدرجة (1) المهام الأكثر عرضة وقابلية للاستبدال الكامل بالذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق، استعرض المنتدى المنهجية التي استند عليها التقرير في تصنيفه لمستوى تعرض المهن لخطر الذكاء الاصطناعي، فقد صنف المؤشر المهن ضمن ستة مستويات، أربعة منها هي الأكثر عرضة للتأثر والاستبدال (الوظائف الأعلى تعرضا، والمرتفعة، والمتوسطة، والمنخفضة)، فيما جاء المستويين الآخرين من الوظائف، ضمن فئتي التعرض الطفيف، وغير المتأثرة نسبيا.
وأشار المنتدى في الورقة، الى أن نتائج تقرير منظمة العمل الدولية أظهرت أن 23.8 بالمئة من الوظائف معرضة للاستبدال بالذكاء الاصطناعي (تشمل 838 مليون موظف)، توزعت بنحو 7.5 بالمئة ضمن المستويين الأعلى تعرضا والتعرض المرتفع (أي ما يعادل 112 وظيفة)، فيما جاء نحو 16.3 بالمئة منها ضمن المستويين المتوسط والأقل تعرضا.
أما على مستوى دخل الدول، فقد أظهر المؤشر أن الوظائف في البلدان ذات الدخل المرتفع هي الأكثر عرضة للتأثر بتداعيات الذكاء الاصطناعي، وبنحو 17.1 بالمئة، فيما لم تتجاوز تلك النسبة 1.1 بالمئة في البلدان منخفضة الدخل.
وأوضح المنتدى بأن أثر تعرض الوظائف لخطر الذكاء الاصطناعي يتراجع بانخفاض دخل الدول؛ إذ بلغت نسبة تعرض الوظائف في الدول ذات الدخل المرتفع 33.5 بالمئة، و24.7 بالمئة في الدول ذات الدخل المتوسط–المرتفع، و19.7 بالمئة للدول ذات الدخل المتوسط-المنخفض، وصولا إلى نحو 11.4 بالمئة فقط في الدول منخفضة الدخل.
أما على مستوى الأقاليم، فقد جاءت النسبة العليا من تعرض الوظائف لخطر الذكاء الاصطناعي في دول أوروبا وآسيا الوسطى، ودول أمريكا بنحو 31.7 بالمئة، و28.8 بالمئة على التوالي، فيما تنخفض هذه النسبة في الدول العربية إلى 24.9 بالمئة.
وأشار المنتدى الى أن الإناث تعد أكثر عرضة من الذكور عالميا لخطر استبدال وظائفهم بالذكاء الاصطناعي، وبنسبة 27.7 بالمئة، مقارنة بـ21.2 بالمئة لدى الذكور وفق نتائج التقرير.
وأوصى منتدى الاستراتيجيات الأردني بضرورة العمل على استشراف مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل الأردني، وكيفية حماية العاملين فيه، واستدامة وظائفهم، وذلك بالاستثمار في التعليم، وإعادة التأهيل المهني، من خلال اعتبار الثقافة الرقمية هي النهج الأساسي في التعليم، وتوفير برامج متخصصة لإعادة التأهيل المهني والتقني، وتعزيز التعاون بين الجامعات والصناعة.
ودعا المنتدى إلى ضرورة التركيز على استحداث فرص عمل جديدة في القطاعات الأقل عرضة للأتمتة، من خلال التوسع في مجالات الصحة، والتعليم، والسياحة، والصناعات الإبداعية، التي يصعب استبدالها، إضافة الى الاستثمار في الطاقة المتجددة، والمشاريع العامة التي تخلق وظائف أقل عرضة للاستبدال، علاوة على دعم الشركات الناشئة التي توظف تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ لتحسين الإنتاجية في الزراعة، والخدمات اللوجستية، والخدمات العامة.
–(بترا)
مصدر الخبر: الاستراتيجيات الأردني يدعو لتعزيز قدرة سوق العمل على التكيف مع التحولات التكنولوجية .