في واحدة من أكثر القصص طرافة في تاريخ تتويجات الدوري الألماني، سرق «ببغاء» صغير مصنوع من البورسلان الأضواء خلال احتفالات بايرن ميونيخ بلقبه الـ34 في البوندسليغا، بعد أن ظهر بشكل لافت إلى جانب درع البطولة، بل وتحوّل إلى «تميمة» قد ترافق الفريق في رحلته القادمة.
القصة بدأت مساء الأحد الماضي، حين كان لاعبو بايرن يحتفلون على طريقتهم الخاصة في مطعم «كافير» الشهير بمدينة ميونيخ، عقب تتويجهم بلقب الدوري بفضل تعادل باير ليفركوزن مع فرايبورغ. وبينما كانت الأجواء مفعمة بالمرح والضحك، لفتت أنظار اللاعبين تماثيل زينة مختلفة داخل المطعم، من أبرزها ببغاء صغير مصنوع من الخزف.
وفي لحظة غير مخطط لها، ووسط الحماس، قرر اللاعبون أخذ الببغاء معهم إلى غرفة الملابس، ليصبح لاحقاً «الضيف الأبرز» في احتفالات التتويج على أرضية ملعب أليانز أرينا. وخلال مراسم تسليم الدرع، خطف الببغاء الأنظار عندما وضعه المدرب فينسنت كومباني على قاعدة التتويج بجانب درع البطولة، في لقطة أثارت دهشة الجماهير وعدسات المصورين.
وفي تصريحات لصحيفة «بيلد» الألمانية، قال ميشائيل كافير، مالك المطعم، مازحاً: «اللاعبون كانوا في مزاج رائع واستمتعوا كثيرا، وهذا هو الأهم. لقد أخذوا الببغاء معهم لأنهم كانوا يستمتعون باللحظة».
وأضاف: «قيمة التمثال تقدر بنحو 1000 يورو، لكنه بات جزءاً من قصة جميلة ومجنونة». ورغم أنه «مسروق» فعلياً من أحد مطاعم ميونيخ الفاخرة، فإن مالك الببغاء قرر التنازل عن حقه القانوني بشكل طريف وإنساني، معلناً أنه لا يرغب في استعادة التمثال، بل يتمنى أن يبقى مع بايرن ميونخ كرمز للحظ.
وقال كافير: «لا أريد استعادة الببغاء. أرجو أن يبقى مع بايرن لأطول فترة ممكنة. ربما يجلب لهم الحظ ويساعدهم على حصد مزيد من البطولات». وكشف أنه يعتزم إرسال رسالة رسمية إلى المدرب كومباني والمدير الرياضي ماكس إيبرل لإبلاغهما بأنه يتنازل عن الببغاء بشكل نهائي.
ورغم ما أثير من تساؤلات حول «اللص الحقيقي»، لم يكشف النادي البافاري عن اسم من قام بأخذ التمثال، لكن التكهنات تشير إلى مساعد المدرب الإنجليزي آرون دانكس، الذي رد مبتسماً: «لا أعرف شيئاً. هو فقط صديقي». وفي تعليق طريف آخر، قال نجم الفريق جمال موسيالا: «هذه أول مرة أراه!»، بينما قال يوزوا كيميش ضاحكاً: «لا أريد أن أقول شيئاً عن ذلك». أما جوناس أوربيغ، فقد نفى تورطه، رغم أن زملاءه يشيرون إليه على سبيل المزاح باعتباره المتهم الأبرز.
أما أسطورة بايرن لوتار ماتيوس، فشرح القصة من زاوية مختلفة، وقال خلال تحليله عبر قناة «سكاي»: «الببغاء كان حاضراً في احتفالات الفريق في مطعم كافير، وهناك أحبوه وقرروا أخذه معهم ليكون تميمة». وأضاف أن المدرب كومباني وعد بإعادته لاحقاً، لكن يبدو أن القصة تتجه إلى نهاية مختلفة تماماً.
وبعد هذا التفاعل الواسع مع الحدث، يتحوّل «الببغاء» من مجرد قطعة خزفية إلى رمز طريف في تاريخ النادي البافاري، وسط تمنيات من مشجعي الفريق بأن يكون هذا الطائر الأبيض الصغير -على غرار تمائم الحظ في الأساطير- نذير خير لحقبة جديدة من البطولات تحت قيادة المدرب الشاب كومباني.