توصلت دراسة جديدة من جامعة ولاية بنسلفانيا إلى استنتاج مرعب حول آثار الحرب النووية على الأمن الغذائي، مشيرة إلى أن الذرة وهي أحد المحاصيل الأساسية للبشرية، ستكون أولى ضحايا الشتاء النووي. فهذا التدمير سيؤدي إلى مجاعات ضخمة تهدد بقاء الإنسان، حتى في أقل الحروب النووية ضجيجًا.
استخدم الباحثون نموذجًا بيئيًا يُسمى Cycles لمحاكاة عدة سيناريوهات نووية، تتراوح من صغيرة إلى كارثية، مع إدخال كميات من السخام في الغلاف الجوي. في أسوأ الحالات، حيث يحدث انهيار كامل للحضارة النووية، قد ينهار إنتاج الذرة بنسبة تصل إلى 80%، مما يعني فقدان المحصول الذي يعتمد عليه معظم العالم في غذائه ووقوده وعلفه.
نتيجة لذلك، ستتبع الحرب النووية مجاعات كارثية، حيث سيموت الملايين، وربما المليارات. وبطبيعة الحال فإذا اختفت الذرة، سيختفي معها الكثير من الصناعات والأنشطة الزراعية.
ولتجنب هذا المصير المروع، يقترح الباحثون «مجموعات المرونة الزراعية» وهي خزائن بذور مخصصة بحسب المناطق الجغرافية، تهدف إلى الحفاظ على المحاصيل القادرة على النمو في ظل الظروف القاسية التي قد تطرأ بعد الهجوم النووي. لكن الأمر يتطلب استعدادًا طويل الأمد، حيث سيتعين على الدول بناء هذه المخزونات لضمان بقائها في المستقبل. وبحسب الدراسة، فالتخزين الوقائي للبذور سيكون أكثر أهمية من أي مخزون آخر في حالة الحرب النووية.