تشكل الحكة المزمنة مصدر إزعاج شائع بين كبار السن، ما يؤثر سلباً على نوعية حياتهم من الناحيتين الجسدية والنفسية. وفي هذا السياق، أجريت دراسة مقطعية ضمن «دراسة روتردام»، شارك فيها 4474 شخصاً، لتقييم مدى انتشار الحكة المزمنة، والعوامل المرتبطة بها، وتأثيرها على جودة الحياة.انتشار الحكة والعوامل المؤثرةأظهرت نتائج الدراسة أن 8.6% من المشاركين عانوا من الحكة المزمنة، و10.5% خلال الاثني عشر شهراً الأخيرة، بينما واجهها 18.6% منهم في مرحلة ما من حياتهم. وارتبط خطر الحكة المزمنة بعدة عوامل، أبرزها التقدم في السن، والتدخين، والتهاب الجلد التأتبي، والصدفية، وجفاف الجلد الشديد، والربو، ومرض الكبد الدهني، واعتلال الأعصاب المتعدد. كما تبين أن الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب والقلق، بالإضافة إلى مشكلات النوم، تزيد من احتمال المعاناة من الحكة.تأثير الحكة على جودة الحياةرصد الباحثون انخفاضاً ملحوظاً في جودة الحياة لدى الأشخاص الذين يعانون من الحكة المزمنة حالياً، وكان هذا التأثير أشد وضوحاً لدى من يعانون من حالات مثل التهاب الجلد التأتبي أو الاضطرابات النفسية. هذا الانخفاض في جودة الحياة يعكس الأثر المركب الذي تسببه الحكة، ليس فقط كعرض جلدي بل كحالة تؤثر على التوازن النفسي والنوم والصحة العامة.دعوة إلى نهج علاجي شاملتشير نتائج الدراسة إلى أن الحكة المزمنة لدى كبار السن ليست مجرد مشكلة جلدية، بل حالة معقدة متعددة العوامل تتطلب تدخلاً شاملاً. ويوصي الباحثون بتبني نهج يجمع بين العلاج الطبي والدعم النفسي لتحسين جودة حياة المرضى بشكل فعّال.



