تدرس مقاطعة كاترون الريفية في ولاية نيو مكسيكو الأمريكية، إعلان حالة الطوارئ بسبب تصاعد هجمات الذئاب المكسيكية الرمادية النادرة على الماشية والحيوانات الأليفة، مما أثار قلق السكان ودفع السلطات المحلية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة.
وأفاد مفوضو مقاطعة كاترون بأن الذئاب المكسيكية، وهي «نوع فرعي من الذئاب الرمادية مهدد بالانقراض»، باتت تشكل تهديدًا متزايدًا للمجتمع الريفي، ووفقًا لبيان رسمي صادر عن المقاطعة، تم الإبلاغ عن حالات اختطاف حيوانات أليفة من الساحات الأمامية للمنازل، إلى جانب هجمات أدت إلى تشويه وقتل المواشي.
وأشار المفوضون إلى أن هذه الذئاب، التي كانت تُعتبر خجولة تاريخيًا، لم تعد تخشى البشر، مما يزيد من خطورة الوضع، لتأتي هذه الأزمة في سياق جهود طويلة الأمد لإعادة إدخال الذئاب المكسيكية إلى موائلها الطبيعية في غرب الولايات المتحدة، وهي مبادرة تدعمها الحكومة الفيدرالية بهدف حماية هذا النوع النادر، لكن هذه الجهود أثارت جدلاً مستمرًا مع المزارعين وأصحاب المواشي في المنطقة، الذين يرون أن الذئاب تهدد سبل عيشهم.
وتتجاوز المشكلة حدود نيو مكسيكو، حيث أبلغت مقاطعات في ولايتي أوريغون وكاليفورنيا عن حوادث مماثلة، ما دفع بعضها لإعلان حالات الطوارئ المحلية، لمواجهة (أصغر سلالات الذئاب الرمادية) والتي كانت على حافة الانقراض قبل إطلاق برنامج إعادة توطينها عام 1998، لكن المزارعين يعتبرونها الآن تهديدا لسبل عيشهم، خصوصاً مع تفاقم تحديات الجفاف وارتفاع التكاليف.
واجتمع مفوضو مقاطعة كاترون لمناقشة قرار محتمل بإعلان حالة الطوارئ، بهدف توفير تمويل إضافي لتوظيف محققين لتتبع الأضرار الناجمة عن الذئاب، بالإضافة إلى تعزيز الجهود لإبعادها عن المناطق السكنية، وجاء في بيان المقاطعة: «يمثل هذا خطرًا فوريًا على صحة الأفراد وسلامة الممتلكات»، مع دعوة السكان إلى توخي الحذر، خاصة عند وجود الأطفال والحيوانات الأليفة في الهواء الطلق.
وأعرب سكان المقاطعة عن قلقهم المتزايد، حيث قال أحد المزارعين «لا يمكننا تحمل خسارة المزيد من المواشي، هذا يهدد حياتنا اليومية»، في المقابل، يدافع نشطاء البيئة عن أهمية الحفاظ على الذئاب كجزء من التوازن البيئي، مما يعكس التوتر المستمر بين الحفاظ على الطبيعة والاحتياجات البشرية.
