جدد رئيس فيتنام لونغ كونغ التأكيد على موقف بلاده الداعم لعملية السلام في الشرق الأوسط. وأعلن في كلمة أمام مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، اليوم (الإثنين)، دعم بلاده لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وأعرب في كلمته عن تقديره العميق للثقافة والفلسفة العربية، التي وصفها بأنها رمز للذكاء والكرامة والشجاعة والسعي إلى العدالة والحرية، مؤكداً أن هذه القيم المشتركة تشكل أساساً متيناً لتعزيز التعاون الثقافي والحضاري. وقال الرئيس الفيتنامي إن زيارته إلى مصر تهدف إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الدول العربية، قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وأكد أهمية السلام والتعاون الدولي في ظل تصاعد النزاعات الإقليمية والتحديات الأمنية غير التقليدية، مثل تغير المناخ والأمن الغذائي والأمن السيبراني.
ولفت لونغ كونغ إلى تأثير السياسات الحمائية واضطرابات سلاسل الإمداد على الدول النامية، بما فيها فيتنام والدول العربية، داعياً إلى تعزيز التضامن وبناء نظام عالمي أكثر عدالة يستند إلى القانون الدولي.
واستعرض تجربة التنمية في فيتنام، لافتاً إلى الإنجازات التي حققتها بلاده منذ إطلاق سياسة «دو موي» عام 1986، إذ تحولت من بلد يعاني الفقر إلى واحد من أكبر مصدري الأرز عالمياً، ضمن أكبر 32 اقتصاداً، مع علاقات دبلوماسية مع 194 دولة، وشراكات إستراتيجية مع 37 منها. وتحدث عن التزام فيتنام بالاستقرار السياسي والعدالة الاجتماعية، وتصنيفها في المرتبة 46 عالمياً في مؤشر السعادة لعام 2025.
**media[2564684]**
من جانبه، جدد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط التزام الجامعة بتطوير التعاون مع فيتنام في إطار مذكرة التفاهم الموقعة عام 2023، مشدداً على السعي لتوسيع العلاقات العربية-الفيتنامية في مختلف المجالات. وأكد أن هذه الزيارة تمثل فرصة لدفع التعاون نحو آفاق أرحب، تعود بالنفع على الشعوب العربية وشعب فيتنام.
وأكد الجانبان أهمية الحوار والمصالحة كأساس للسلام والتعايش، مع الدعوة إلى حلول سلمية للنزاعات في الشرق الأوسط، وتعزيز التضامن بين دول الجنوب لمواجهة التحديات العالمية.
وشهدت العلاقات بين الدول العربية وفيتنام تطوراً ملحوظاً خلال العقود الأخيرة، مدفوعة برغبة الطرفين في تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية، الثقافية، والسياسية، مرتكزة على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، مع التركيز على تعزيز التبادل التجاري، والاستثمارات المشتركة، والتعاون في قضايا دولية مثل السلام والتنمية المستدامة.
وأقامت فيتنام علاقات دبلوماسية مع معظم الدول العربية منذ منتصف القرن العشرين، وبدأت هذه العلاقات تتطور بشكل أكبر بعد انتهاء الحرب الفيتنامية عام 1975، حتى أصبحت تمتلك اليوم علاقات دبلوماسية مع 22 دولة عربية، مع سفارات وبعثات دبلوماسية.
وفي عام 2023، وقّعت جامعة الدول العربية وفيتنام مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات التجارة، والاستثمار، والتكنولوجيا، كما تسعى فيتنام للاستفادة من موقعها كعضو في اتفاقيات تجارة حرة عالمية لتكون بوابة للمنتجات العربية إلى أسواق آسيا.