يعود الإعلامي حامد الغامدي إلى ذاكرة الشاشة السعودية من أوسع أبوابها، موثقاً مسيرته الممتدة عبر عقود في مؤلف جديد بعنوان «الراعي والشاشة»، صدر عن دار تشكيل، ليجمع بين دفتيه سيرة ذاتية ثرية وتاريخاً شفهياً للإعلام السعودي منذ بواكيره حتى زمن الرقمنة.
**media[2594869]**
في هذا العمل، يكتب الغامدي سيرته كما لو أنه يروي حكاية المهنة نفسها، متتبعاً تحولات البث التلفزيوني في المملكة منذ اللقطة الأولى بالأبيض والأسود حتى المشهد الرقمي المتسارع اليوم، إذ تتقاطع التجربة الشخصية مع الذاكرة الجماعية للإعلاميين والمشاهدين على حد سواء.
**media[2594870]**
يوثق المؤلف أبرز محطات رحلته المهنية منذ بداياته في تلفزيون المملكة العربية السعودية، مروراً بتجاربه المتنوعة في قنوات أوربت وMBC، وبرامجه التي ظلت جزءاً من ذاكرة المشاهد مثل «ما يطلبه المشاهدون» و«سباق المشاهدين» و«شريط الفنون»، وصولاً إلى مشاركاته الميدانية في تغطية زيارات الملوك والأمراء ومرافقته لهم في رحلات رسمية وثقافية داخل المملكة وخارجها، بما حملته تلك الرحلات من تجارب إنسانية وإشراقات مهنية نادرة.
**media[2594871]**
ويرصد الغامدي في كتابه تحول أدوات المهنة من الرسائل الورقية والمكالمات الهاتفية إلى البث التفاعلي والمنصات الرقمية، لكنه يؤكد أن جوهر الرسالة الإعلامية لم يتغير، فالإعلام الحقيقي يبدأ من صدق الإنسان وينتهي عند أثره في الناس.
وُلد الغامدي في الباحة عام 1960، وتخرج في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حاملاً البكالوريوس في اللغة العربية، قبل أن يتوج دراسته بنيل الماجستير في سياسة الإدارة الإعلامية من جامعة جنوب كاليفورنيا، ليجمع بين الاحتراف الأكاديمي والجاذبية الجماهيرية، ويحظى بتكريمات من محافل عربية وخليجية تقديراً لعطائه الإعلامي الطويل.
ويأتي هذا الإصدار ضمن الحراك الثقافي الذي يشهده معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 المقام في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن حتى 11 أكتوبر الجاري، وتتقاطع فيه التجارب الأدبية والفكرية والإعلامية في مشهد ثقافي سعودي يتجه بثقة نحو العالمية، بتنظيم من هيئة الأدب والنشر والترجمة.