أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، انتهاء العمليات العسكرية على الحدود المشتركة مع باكستان، بوساطة سعودية أسهمت في تهدئة التوترات التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية.
وقال وزير خارجية حكومة طالبان أمير خان متقي، اليوم (الأحد): إن الوساطة السعودية القطرية نجحت في وقف إطلاق النار مع إسلام أباد. ووصف الوضع على الحدود بأنه طبيعي في الوقت الراهن. وقال: لدينا طرق أخرى في التعامل مع الوضع إذا لم ترغب باكستان في الحوار.
مواجهات على الحدود
من جانبه، دان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، بشدة الاستفزازات الأفغانية، متوعّداً برد قوي وفعال بعد المواجهات الحدودية، التي وقعت ليلاً بين البلدين الجارين. وقال في بيان: لن تكون هناك أي مساومة على الدفاع عن باكستان، وسيقابل كل استفزاز برد قوي وفعال، متهماً سلطات طالبان الأفغانية بالسماح لـ«عناصر إرهابية» باستخدام أراضيها.
وكان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أكد أن بلاده ستدافع بحزم عن مصالحها الوطنية وأمنها، وقال إن الهجمات التي تُنفذ من داخل الأراضي الأفغانية على أيدي من أسماهم «إرهابيين مدعومين من الهند» ما زالت مستمرة، حسب ما نقله الإعلام الباكستاني.
ودعا زرداري حكومة أفغانستان إلى اتخاذ إجراءات عملية ضد العناصر الإرهابية المناهضة لباكستان، مشدداً على أن تهديد حركة طالبان الباكستانية والجماعات المدعومة من الهند يمثل أكبر خطر على السلام والاستقرار في المنطقة.
إطلاق نار متقطع
وأغلقت باكستان المعابر الحدودية مع أفغانستان، الأحد، وسط تبادل المواجهات الحدودية بين قوات البلدين، بعد أن أعلنت كابول مقتل 58 جندياً باكستانياً في عمليات حدودية الليلة الماضية.
وأطلقت القوات الأفغانية النار على مواقع حدودية باكستانية في وقت متأخر من مساء السبت، وقالت وزارة دفاع طالبان، إن هذا الهجوم جاء «رداً على الغارات الجوية الباكستانية، التي نُفذت داخل الأراضي الأفغانية في وقت سابق من الأسبوع».
وذكرت باكستان، أنها ردت بإطلاق نار وقصف مدفعي، فيما أفاد مسؤولون أمنيون باكستانيون، بأن عدداً من النقاط الحدودية الأفغانية تم تدميرها في الهجمات الانتقامية.
وبحسب وكالة APP الباكستانية، فإن الجيش الباكستاني شن رداً قوياً وفعالاً، ما أودى بحياة العشرات من الجنود الأفغان ومسلحين، وتدمير العديد من المواقع العسكرية الأفغانية.
وقال مسؤولون أمنيون باكستانيون: إن تبادل إطلاق النار كان قد انتهى إلى حد كبير صباح الأحد، لكن مسؤولين محليين وسكان في المنطقة قالوا إن إطلاق نار متقطع استمر في منطقة كورام الباكستانية.
إغلاق معبرين رئيسيين
ولفت مسؤولون محليون إلى أن المعبرين الرئيسيين بين باكستان وأفغانستان، في طورخم وتشمن، أُغلقا الأحد، مضيفين أن «ما لا يقل عن ثلاثة معابر ثانوية»، وهي خرلاشي وأنجور أدا، وغلام خان، أُغلقت أيضاً.
من جهته، أفاد المتحدث باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد، بأن القوات الأفغانية استولت على 25 موقعاً عسكرياً باكستانياً، وقتلت 58 جندياً باكستانياً، وأصابت 30 آخرين، في هجمات ليلية، حسبما أوردت وكالة «أسوشيتد برس».
وأضاف، خلال مؤتمر صحفي في كابول، أن الوضع في جميع الحدود الرسمية وخطوط التماس الفعلية لأفغانستان تحت السيطرة الكاملة، وتم إلى حدٍّ كبير منع الأنشطة غير القانونية»، وفق وصفه.
ويبلغ طول الحدود بين أفغانستان وباكستان نحو 2,600 كيلومتر. وتتّهم إسلام أباد حكومة «طالبان» بـ«إيواء مسلحين يهاجمون باكستان»، وهو ما تنفيه كابول.
وقال مسؤول أمني باكستاني، إن الغارات الجوية الباكستانية استهدفت زعيم حركة طالبان باكستان في كابول الخميس الماضي، لكن من غير الواضح ما إذا كان قد نجا من الهجوم أم لا.