مع ذكرى البيعة في المملكة العربية السعودية، تتحدّد أولويات العام القادم على المستويين الداخلي والإقليمي، بما في ذلك دور المملكة في المنطقة، الذي يشير إلى استمرار سياسات دعم الاستقرار وتعزيز الشراكات الإستراتيجية، ويقدم إشارات واضحة للبنان والمنطقة حول طبيعة التعاون المتوقع خلال العام القادم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
وفي قراءة سريعة للدور السعودي، نجد أنه يمتد وفق رؤية إستراتيجية متكاملة تجمع بين الأمن السياسي والتنمية الاقتصادية، وبين المبادرة الدبلوماسية والثبات الداخلي، وبالتالي، فإن المملكة تتحرك بصفتها لاعباً محورياً في الشرق الأوسط، قادرة على تحويل النماء والازدهار الداخلي إلى قوة تأثير فاعلة، ما يجعل قيادتها نقطة ارتكاز للتوازن العربي المستدام.
وبما أن لبنان جزء من هذه المعادلة العربية، يتجدد الأمل كل عام بما ستعكسه سياسات المملكة من إيجابية إن في دعم مؤسسات الدولة والحفاظ على توازن القوى السياسي، أو في فتح قنوات وساطة تقلل من مخاطر الانزلاق نحو الاستقطاب الإقليمي. فالمبادرات الاقتصادية والسياسية السعودية لطالما وفرت مساحة للعمل المشترك، لتبقى بيروت شريكاً فاعلاً ضمن شبكة العلاقات العربية الأوسع.
يوم البيعة، يتحول بهذا المعنى إلى خريطة توجهات للعام القادم، تعكس قدرة المملكة على صياغة السياسات وتحويلها إلى مشاريع عملية.
الشراكات طويلة الأمد مع لبنان والدول المجاورة تؤكد أن المملكة لا تقدم المساعدة فحسب، بل تترجم ازدهارها ونجاحاتها الاقتصادية والتنموية والسياسية الداخلية إلى أثر ملموس ومستدام على الأرض، ما يعزّز مكانتها لاعباً أساسياً في بناء توازن مستقبلي للمنطقة.