ندّدت سفارة الصين في سنغافورة، اليوم (السبت)، بخطاب وزير الدفاع الأمريكي الذي حذّر فيه من طموحات بكين العسكرية في آسيا، ووصفته بأنه «استفزازي وتحريضي».
ونفى ممثل الصين في المنتدى، الأميرال هو غانغ فينغ اليوم الاتهامات التي لا أساس لها، والتي تهدف إلى زرع الفتنة والمساهمة في الانقسامات والتحريض على المواجهة وزعزعة استقرار منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ولقيت كلمة هيغسيث انتقاداً من بعض المحللين الصينيين في المنتدى، ووصف مدير مركز الأمن الدولي والاستراتيجية في جامعة تسينغهوا دا وي الخطاب بـ«غير الودود للغاية» والـ«تصادمي للغاية».
واتهم دا واشنطن باعتماد معايير مزدوجة لجهة مطالبة الصين باحترام جيرانها، بينما تقوم هي بمضايقة جيرانها مثل كندا وغرينلاند.
وكان وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث قد حذّر في وقت سابق من اليوم من أن الصين تستعد لاستخدام القوة العسكرية لتغيير ميزان القوى في آسيا، موضحاً أن بلاده ستبقى إلى جانب حلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وقال هيغسيث خلال منتدى أمني سنوي في سنغافورة: «إن الصين مستعدة لاستخدام القوة للسيطرة على أجزاء من آسيا، مبيناً إن التهديد الذي تشكله الصين حقيقي وقد يكون وشيكاً».
وأشار الى أن بكين تستعد بصورة موثوقة لاستخدام محتمل للقوة العسكرية لتغيير ميزان القوى في منطقة المحيطين الهندي والهادي، محذّراً من أن الجيش الصيني يعمل على بناء القدرات لاجتياح تايوان «ويتدرب» على ذلك فعلياً.
ولفت هيغسيث إلى أن الولايات المتحدة تعيد توجيه نفسها من أجل ردع عدوان الصين، داعياً حلفاء بلاده وشركاءها في آسيا إلى الإسراع في رفع الإنفاق في المجال الدفاعي في مواجهة التهديدات المتزايدة.
واعتبر هيغسيث التصرفات الصينية بمثابة «جرس إنذار»، متهماً بكين بالضلوع في هجمات سيبرانية ومضايقة جيرانها، وصولاً الى مصادرة أراضٍ وتحويلها للاستخدام العسكري بشكل غير قانوني في بحر الصين الجنوبي.
وتشهد العلاقات بين واشنطن وبكين توترات في ملفات عدة، منها التجارة والتكنولوجيا والنفوذ في مناطق استراتيجية في العالم، خصوصاً بعد عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي وإطلاقه صراعاً تجاريّاً مع الصين يقوم على رفع التعريفات الجمركية، كما يعمل على تقييد حصولها على التقنيات الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي، ويواصل تعزيز العلاقات مع أطراف إقليمية على تباين مع بكين مثل الفلبين.
تأتي تصريحات الوزير الأمريكي بعد ساعات من تلميح ترمب إلى تجدد التوترات التجارية مع الصين، متهماً إياها بـ«انتهاك» اتفاق يهدف إلى خفض التصعيد في ما يتعلق بالرسوم الجمركية. وتوقع ترمب أن يتحدّث قريباً إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ.