فاز ثلاثة علماء بجائزة نوبل في الطب لعام 2025 تقديرا لاكتشافاتهم المتعلقة بجهاز المناعة، بعد أن أحدثت أبحاثهم تحولات كبرى في فهم الأمراض السرطانية والمناعية الذاتية. الجائزة التي تقاسمها كلٌّ من ماري برونكاو، وفريد رامسديل، وشيمون ساكاجوتشي، تُمثّل اعترافا عالميا بدور البحث العلمي في تحسين حياة الإنسان وتوسيع حدود المعرفة.
ورغم أن المختبرات العربية تزخر بالكفاءات، إلا أن المشهد العلمي العالمي ظل بلا حضور عربي في قوائم نوبل للطب منذ انطلاقها.
غياب العلماء العرب لا يعود إلى ندرة المواهب، وإنما إلى بنية الدعم العلمي في المنطقة. الجامعات العربية تُخرّج سنويا آلاف الباحثين، لكن ميزانيات البحث العلمي لا تتجاوز في معظم الدول 0.3% من الناتج المحلي، مقارنة بـ3 إلى 5% في الاقتصادات المتقدمة. الأبحاث تُدار في بيئات إدارية لا تمنح حرية التجريب، والمراكز البحثية تُدار بعقلية بيروقراطية تُحاصر الإبداع في القوالب الوظيفية بدل أن تفتح له المختبرات.
العقول المهاجرة
تشير بيانات «اليونسكو» إلى أن ما يزيد عن 45% من العلماء العرب المتميزين يعملون في الخارج. هذا النزيف العلمي يُضعف فرص بناء منظومة بحثية محلية قادرة على إنتاج معرفة جديدة. بينما تتسابق دول مثل اليابان وأمريكا لتخصيص مليارات الدولارات لأبحاث المناعة والجينات، ما زالت أغلب الدول العربية تنظر إلى البحث العلمي كرفاهية لا كضرورة إستراتيجية.
صناديق بحثية
تحقيق حضور عربي في «نوبل» يتطلب تحويل دعم الأبحاث من المبادرات الرمزية إلى برامج وطنية دائمة، ترتبط باقتصاد المعرفة لا بالتصريحات وإنشاء صناديق بحثية مستقلة، وتفعيل الشراكات مع الجامعات العالمية، وتمكين العلماء من العمل بمعايير تنافسية، هو الطريق الوحيد ليكون في قوائم «نوبل» عالم عربي يقود مختبرا لا يحلم به فقط.