
أكد القائم بأعمال السفارة الصينية في عمان، قونغ أن مين، عمق علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين الصين والأردن، والتي شهدت خلال السنوات الماضية تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات، لتشكل نموذجاً للتعاون البنّاء والتواصل الحضاري بين بلدين صديقين تجمعهما روابط متينة.
وقال قونغ، في كلمة خلال حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة الصينية مساء أمس، بمناسبة الذكرى الـ76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، إن العام الحالي يصادف مرور 10 سنوات على إقامة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وهي محطة مهمة في مسيرة التعاون المشترك.
وأكد، أن الجانبين واصلا خلال العقد الماضي تعزيز التنسيق والتواصل في القضايا ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب توسيع آفاق التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والإنسانية.
وأضاف، أن حجم التجارة الثنائية بين الصين والأردن بلغ في النصف الأول من عام 2025 نحو 3.2 مليار دولار أميركي، مسجلاً زيادة نسبتها 26 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ولفت إلى أن مشاريع التعاون المشترك مثل “التعليم الذكي” وزراعة عشب الفطر تسير بخطوات واثقة، فيما يتزايد اهتمام الشركات الصينية بزيارة الأردن لاستكشاف فرص التعاون في مجالات الطاقة والتصنيع والبنية التحتية، ما يعكس حرص الجانبين على دفع التعاون إلى مستويات أعلى.
وأشار إلى أن التبادلات الثقافية والإنسانية باتت تشكل ركيزة أساسية في العلاقات الثنائية، حيث أقيمت هذا العام فعاليات ثقافية صينية في مختلف محافظات المملكة، كما استمر التعاون بين مدينتي جيايوقوان والبترا ضمن اتفاقية التوأمة. وبيّن أن عدد الزيارات المتبادلة بين الشعبين يتجاوز 20 ألف زيارة سنوياً، فيما شارك أكثر من 700 أردني منذ مطلع العام في مؤتمرات ودورات تدريبية في الصين، ويواصل نحو 150 طالباً أردنياً دراستهم في الجامعات الصينية بمنح دراسية. كما أطلقت جامعة فيلادلفيا برنامج الماجستير الأول في اللغة الصينية، ما يسهم في تعزيز التفاهم المتبادل بين الأجيال الصاعدة.
وأشاد القائم بالأعمال بالإصلاحات التحديثية التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، مؤكداً أن الصين تتابع هذه الجهود باهتمام وتثمن ما تحقق من إنجازات في مسيرة التحديث السياسي والاقتصادي والإداري في الأردن. وأكد أن بلاده على استعداد للمضي قدماً جنباً إلى جنب مع المملكة في هذه المسيرة، والعمل على فتح آفاق جديدة للتعاون بما يحقق مصالح الشعبين.
واستعرض قونغ الإنجازات التي حققتها الصين منذ تأسيس الجمهورية عام 1949، مبيناً أن الناتج المحلي الإجمالي لبلاده ارتفع بنسبة 5.3 بالمئة في النصف الأول من العام الحالي، ما يعكس متانة الاقتصاد الصيني وقدرته على تحقيق نمو مستدام. كما أشار إلى ما تحقق من تقدم في مجال العلوم والتكنولوجيا، موضحاً أن الصين دخلت مرحلة التصنيع الواسع للروبوتات البشرية، وطورت المعالج الكمي “زو تشونغتشي-3″، إلى جانب بروز نماذج متقدمة للذكاء الاصطناعي مثل “ديب سيك”، وهو ما يعكس تسارع نمو قطاع الابتكار والتكنولوجيا.
وأشار إلى أن مبادرة “الحزام والطريق” تواصل تحقيق نتائج ملموسة، حيث بلغت الاستثمارات المباشرة للشركات الصينية في دول المبادرة 22.4 مليار دولار خلال الفترة من كانون الثاني وحتى تموز الماضيين، بزيادة 23.5 بالمئة، فيما ارتفعت قيمة العقود الجديدة إلى أكثر من 132 مليار دولار، وهو ما يعزز موقع المبادرة كمنصة للتعاون الدولي القائم على التنمية المشتركة.
وأكد موقف الصين الداعم للعدالة الدولية، مبيناً أن بلاده ترفض الإجراءات الأحادية والتدابير الاقتصادية القسرية التي تضر بالدول النامية والنظام التجاري العالمي، مشيراً إلى أن حجم التجارة الخارجية الصينية بلغ خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي 25.7 تريليون يوان، بزيادة 3.5 بالمئة مقارنة بالعام الماضي.
وفي الشأن الإقليمي، شدد قونغ على ثبات موقف بلاده تجاه القضية الفلسطينية، موضحاً أن الصين تدعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وتعارض تهجير الفلسطينيين قسراً أو ضم أراضيهم. وأكد أن استمرار الصراع في قطاع غزة منذ ما يقارب عامين تسبب في أزمة إنسانية غير مسبوقة، وأن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل لوقف إطلاق النار وإحياء مسار حل الدولتين. وأعرب عن تقدير بلاده لدور الأردن المحوري في تعزيز الاستقرار الإقليمي، مشيراً إلى أن الصين تعمل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى فلسطين عبر المملكة، وتواصل التعاون مع الجهات الأردنية لتقديم الدعم الطبي للاجئين الفلسطينيين.
كما أكد تمسك بلاده بالمنظومة الدولية القائمة على القانون الدولي ودور الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن مبادرة الحوكمة العالمية التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في قمة منظمة شنغهاي للتعاون هدفت إلى تعزيز التشاور والتشارك والتنافع، وقد لاقت ترحيباً واسعاً من مختلف الدول.
واختتم كلمته بالتأكيد على عمق الصداقة الصينية الأردنية، متمنياً مزيداً من الازدهار والرخاء لجمهورية الصين الشعبية والمملكة الأردنية الهاشمية، وأن تستمر العلاقات الثنائية بالتطور لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين.
وحضر الحفل الذي تخلله العديد من العروض الثقافية والفنية وزيرة الدولة للشؤون الخارجية الدكتورة نانسي نمروقة، وعدد من كبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي والفعاليات الاقتصادية والثقافية والإعلامية.
مصدر الخبر: القائم بالأعمال الصيني: العلاقات الأردنية الصينية نموذج للتعاون البناء .