ألقت الشرطة الهندية القبض على هارشفاردان جين البالغ من العمر 47 عامًا بعد اكتشافه يدير ما وصفته السلطات بـ«سفارة وهمية» من منزل مستأجر، مدّعيًا تمثيله الدبلوماسي لعدد من الدول الصغيرة غير المعترف بها مثل ويستاركتيكا وسيبورجا ولادونيا وبولفيا.
ووفقًا لتحقيقات شرطة ولاية أوتار براديش، استخدم جين ألقابًا دبلوماسية مزورة، وجوازات سفر وهمية، وزخرفة خارجية شبيهة بالسفارات الرسمية – تتضمن أعلامًا دولية وسيارات فاخرة بلوحات دبلوماسية مزيفة – لخداع الناس وإقناعهم بقدرته على تأمين وظائف دولية أو عقود تجارية مقابل رسوم مالية ضخمة.
وفي المداهمة، عُثر في المنزل على أكثر من 44 مليون روبية نقدًا (نحو 52 ألف دولار أمريكي)، وكميات من العملات الأجنبية، و12 جواز سفر دبلوماسيًا مزورًا، وطوابع بريدية مزيفة من 34 دولة، بالإضافة إلى صور معدّلة رقميًا يظهر فيها جين مع شخصيات سياسية عالمية.
وأكد الضابط سوشيل غول من فرقة العمل الخاصة أن جين كان يقدم نفسه كمستشار أو سفير لجهات مثل سيبورجا وويستاركتيكا، ويُشتبه في تورطه بعمليات غسل أموال دولية باستخدام شركات وهمية في المملكة المتحدة وموريشيوس ودبي وعدد من الدول الأفريقية.
ومن اللافت أن عملية الاحتيال الممنهجة لم تكن وهماً شخصياً، لأن الدول التي ادعى تمثيلها تُعرف في الأوساط الدولية باسم (الميكرونيشينات) أو الدول المجهرية، وغالبًا ما تكون مشاريع رمزية أو ساخرة، تفتقر لأي اعتراف رسمي. ورغم ذلك فإن جين استغل جهل العامة بهذه الكيانات لبناء واجهة دبلوماسية زائفة، استمرت لفترة لم تُحدد بعد.
ويواجه هارشفاردان جين عدة تهم تشمل التزوير والاحتيال وانتحال الشخصية وغسل الأموال. وقد أغلقت السلطات «السفارة» التي كان يديرها من غرفة معيشته في المنزل، فيما يتواصل التحقيق لتحديد حجم الخسائر وعدد الضحايا المحتملين.
إن ما بدأ كمشروع وهمي انتهى بإغلاق «السفارة» وانهيار «الدول» التي لم تكن موجودة أساسًا، في واقعة تثير تساؤلات حول مدى سهولة إساءة استخدام الرموز الدبلوماسية في العصر الرقمي.