نفى السفير المبعوث الأمريكي توم براك، أن تكون واشنطن تخطّط للحفاظ على وجود عسكري إلى الأبد في سورية. وفي مقابلة مع وكالة «الأناضول» قال براك: لدينا وجود عسكري في سورية، إلا أننا لا نهدف إلى الحفاظ على هذا الوجود إلى أجل غير مسمى.
وحول المخاطر التي تكتنف عملية الاندماج في سورية، أعرب براك عن اعتقاده أن هذه فترة انتقالية لم يتحقق فيها التوافق منذ سبعة أشهر، لافتاً إلى أن هناك قلق من استمرار المخاوف السابقة في المستقبل.
ونقلت الوكالة عن براك قوله في تصريحات أدلى بها في نيويورك لمجموعة من الصحفيين: إن هناك تعاطفاً في أوساط من الكونغرس حيال تنظيم «قسد»، وإن الولايات المتحدة تسعى إلى دمج هذا الكيان ضمن الحكومة السورية. وأوضح أن «هذا الأمر لا يعني أن هناك مؤشراً على إقامة كردستان حرة في سورية، ولا يعني إقامة دولة قسد منفصلة، أو دولة علوية أو درزية مستقلة، الجميع سيكون ضمن هيكل سورية، التي سيصبح لها دستورها وبرلمانها الخاص».
وأضاف أن الولايات المتحدة تحالفت سابقاً مع «قسد» من أجل مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي، ولهذا هناك شعور سائد أننا كنا شركاء معهم، ونحن مدينون لهم، لكن السؤال الأهم: «بماذا ندين لهم؟ لسنا مدينين لهم بحق إقامة إدارة مستقلة داخل دولة».
وفي سياق آخر، اعتبر براك أن لبنان يواجه تهديداً وجوديّاً، وإذا لم يتحرك فقد يعود إلى «بلاد الشام» مرة أخرى، وفق قوله. وحذّر في حديثه لصحيفة «ذا ناشيونال»، من أن لبنان يُواجه خطر الوقوع في قبضة القوى الإقليمية ما لم تتحرك بيروت لمعالجة مخزونات أسلحة حزب الله. وشدد أن لبنان بحاجة إلى حل هذه القضية، وإلاّ فقد يواجه تهديداً وجوديّاً. وقال: «لديك إسرائيل من جهة، إيران من جهة أخرى، والآن لديك سورية التي تتجلى بسرعة كبيرة، لدرجة أنه إذا لم يتحرك لبنان، فسيصبح مرة أخرى بلاد الشام». وأضاف براك: «السوريون يقولون إن لبنان هو منتجعنا الساحلي. لذلك نحن بحاجة للتحرك، وأنا أعرف مدى إحباط الشعب اللبناني. هذا يزعجني».
وأفاد بأن الولايات المتحدة والسعودية وقطر جاهزون لمساعدة لبنان إذا بادر الأخير بالتحرك.
وقال المبعوث الأمريكي: إن أي محاولة لنزع سلاح حزب الله بشكل كامل قد تثير اضطرابات وتؤدي إلى حرب أهلية. واقترح أن يتفق الحزب على نزع أسلحته الثقيلة، بما في ذلك الصواريخ والطائرات من دون طيار، وتسليمها لمخازن مراقبة تحت آلية تشمل الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل والجيش اللبناني.
وقدم براك الشهر الماضي اقتراحاً للسلطات اللبنانية يتضمن نزع سلاح حزب الله، وإجراء إصلاحات اقتصادية للمساعدة على الخروج من أزمة مالية استمرت 6 سنوات، وهي من الأسوأ في التاريخ الحديث.