قال وزير الاتصال الحكومي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، الدكتور محمد المومني، إن الاتصال الحكومي هو أداة الدولة لبناء علاقة مستدامة مع المواطن مبنية على حقه في المعرفة والوصول للحقائق، وتعمل من خلاله على ضمان تدفق المعلومات الرسمية بوضوح، والتواصل مع المواطنين بشفافية.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية بعنوان “الإعلام والتواصل الحكومي.. شراكة فاعلة مع المجتمع المدني لتعزيز الشفافية والثقة” وذلك ضمن مؤتمر “رؤية التحديث الاقتصادي: شراكة من أجل أردن المستقبل” التي افتتحها وزير دولة للشؤون الاقتصادية مهند شحادة مندوباً عن رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، ضمن أنشطة المكون الأول من مشروع “نزاهة: دعم الاتحاد الأوروبي للمساءلة المجتمعية وتمكين المجتمع المدني من تحقيق الحوكمة الرشيدة” الذي ينفذه مركز الحياة – راصد، وبتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية.
وأوضح المومني، أن المبادئ الأساسية التي تقوم عليها استراتيجية الاتصال الحكومي في الأردن، تتمثل في الشفافية والإفصاح، والتشاركية والاشتباك، والتكامل مع الإعلام الوطني والتفاعل مع حقه في المعرفة.
وأكد أن الدولة كما تستخدم الإعلام التقليدي، تستفيد أيضا من المنصات الرقمية، ومن اللقاءات الميدانية والمنتديات الحوارية المباشرة، لضمان إيصال المعلومة في وقتها وبصيغ مناسبة.
وكشف المومني أن الحكومة بصدد إعداد برنامج تنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي 2026-2029، سيتم إعداده من خلال خطة تلتقي بها الحكومة بشكل مؤسسي مكثف مع جميع القطاعات الفاعلة والمجتمع المدني في مختلف محافظات المملكة، بهدف تعزيز التشاركية ومواءمة أولويات المجتمعات لتكون أساساً لبناء البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي.
وحول مواجهة التحديات الإعلامية والتضليل والمعلومات المغلوطة، أشار إلى أن الدولة تتعامل مع ذلك عبر الشفافية والرد والتوضيح، بالإضافة إلى إنشاء محتوى استباقي يوضّح الحقائق، وأن تنسيق الخطاب بين مختلف الوزارات والمؤسسات يجري من خلال منظومة الإعلام الحكومي التي تضم ناطقين رسميين من الوزارات كافة، موضحا أن وزارة الاتصال الحكومي تعمل على تنسيق الرسائل الإعلامية وتحديد أولويات الخطاب، كما يتم وضع خطة للتعامل الإعلامي والاتصالي مع القرارات الحكومية.
وبيّن المومني أن ثقة المواطن بالمعلومة الرسمية تُبنى بالاستمرارية، والشفافية، وأن نكون على مسافة مهنية واحدة من الجميع، فكلما كان التواصل بلغة صادقة ومحتوى واضح، زادت الثقة بالمعلومة الرسمية.
وأكد أن الشراكات ركيزة محورية في عمل الحكومة، حيث نشتبك مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص وسنكثف من ذلك مستقبلا ونعمل على مأسسته، مبينا أن الإعلام شريك أساسي في إبراز أثر الشراكات مع كافة القطاعات.
وعن دور التربية الإعلامية في تعزيز قدرات المجتمع، قال المومني إن التربية الإعلامية أداة استراتيجية لمواجهة الأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية، مشيراً إلى التعاون مع وزارة التربية والتعليم والجامعات على إدماج مفاهيمها ضمن المناهج وتنظيم أنشطة لا صفية تعزز التفكير النقدي والتحقق من المصادر، لتنشئة جيل واعٍ قادر على التمييز والمشاركة الإيجابية.
وأشاد بجهود معهد الإعلام الأردني في هذا المجال وتحقيقه خطوات مميزة آخرها ترشيح أكاديمية الدراية الإعلامية التي ينظمها المعهد لجائزة “التربية الإعلامية والمعلوماتية للمنتدى المتوسطي للصحافة – مرسيليا.
وأكد أن الشباب هم طاقة الاتصال الجديد، ويجب أن يكونوا في موقع التأثير لا التلقي فقط، وأن الحكومة حريصة على إشراكهم من خلال برامج حوارية، ولقاءات ميدانية، ومبادرات رقمية، ليكونوا جزءًا من توجيه الخطاب وصناعته، وبناء تغذية راجعة حقيقية تدعم السياسات الحكومية، مبيناً الحاجة إلى صوت الشباب وطاقاتهم ليكونوا شريكًا فاعلًا في بناء صورة الأردن الحديثة، ودعم جهود التحديث الشامل.
وقال المومني إن مستقبل الاتصال الحكومي في الأردن يرتكز على القدرة على إيجاد منظومة اتصال رقمي متقدمة، مدعومة بالذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لرصد اتجاهات الرأي العام، والتفاعل اللحظي مع المواطنين، واتخاذ قرارات اتصالية دقيقة وفعالة.
وردا على اسئلة من الحضور، أكد أن مساعدة الشعب الفلسطيني يكون بالعمل وليس بالإضراب، وأن دعوات الإضراب مزاودات سياسية ليست في صالح دعم الشعب الفلسطيني وقضيته الفلسطينية.
وشدد على الرفض القاطع لأي إساءة توجّه إلى القوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي ومؤسساتنا الأمنية، والتزام الأردن الثابت بدوره المحوري في دعم القضية الفلسطينية.
–(بترا)
مصدر الخبر: المومني: الاتصال الحكومي أداة الدولة لبناء علاقة مستدامة مع المواطن .