شهد شاطئ بودلي سالترتون في مقاطعة ديفون البريطانية، حادثة مروعة، عندما انهارت أطنان من الصخور بشكل مفاجئ من منحدر جبلي يطل على الشاطئ، ما تسبب في حالة من الذعر بين المصطافين، في حادث كاد يودي بحياة العديد من الزوار على الشاطئ الشهير.
**media[2561516]**
ووفقا لوسائل إعلام بريطانية، كان الشاطئ مكتظا بالعائلات والسياح عندما بدأت الصخور تتساقط فجأة من المنحدر الطيني الذي يعلو الشاطئ، تصاعدت أصوات الصراخ بينما هرع المصطافون للابتعاد عن منطقة الانهيار، حيث تسببت الصخور المتساقطة في إثارة سحب من الغبار وتطاير الحطام.
**media[2561517]**
وأفادت الشرطة المحلية في ديفون أن فرق الطوارئ هرعت إلى الموقع على الفور، وقامت بإخلاء الشاطئ وإغلاق المنطقة المحيطة بالمنحدر لضمان سلامة الزوار، وأوضحت هيئة خفر السواحل البريطانية أن الانهيار نجم عن عوامل جيولوجية، بما في ذلك التآكل الساحلي المستمر الذي يؤثر على المنحدرات الطينية في المنطقة.
وقالت هيئة خفر السواحل البريطانية إنه تم تحذير المصطافين مسبقا من الاقتراب من قاعدة المنحدرات بسبب مخاطر الانهيارات الصخرية، لكن الحادث المفاجئ فاق التوقعات، ما دفع السلطات إلى إصدار تحذيرات جديدة.
**media[2561518]**
وأعرب المصطافون عن صدمتهم من الحادث، حيث وصف أحدهم، وهو سائح من لندن، المشهد بأنه «مشهد من فيلم كارثي»، وقالت امرأة محلية تدعى سارة توماس: «كنا نلعب مع الأطفال على الشاطئ عندما سمعنا صوتا مدويا، ثم بدأت الصخور تتساقط. لقد كان أمرا مخيفا للغاية»، فيما أكدت السلطات أنها ستجري تحقيقا لتقييم استقرار المنحدرات واتخاذ تدابير وقائية إضافية.
وأصدرت هيئة حماية البيئة البريطانية تحذيرات متكررة من الاقتراب من قاعدة المنحدرات، خصوصا بعد هطول الأمطار الغزيرة التي تزيد من احتمالية الانهيارات، كما تم تركيب لافتات تحذيرية على طول الشواطئ، وتجري السلطات المحلية عمليات تفتيش دورية لتقييم استقرار المنحدرات، ومع ذلك، يظل التحدي قائما بسبب طبيعة المنحدرات الطينية الهشة والتغيرات المناخية التي تزيد من حدة التآكل.
ويعد شاطئ بودلي سالترتون على ساحل جوراسيك في مقاطعة ديفون، جزءا من الساحل الجنوبي البريطاني المدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي بسبب تكويناته الجيولوجية الفريدة، ويشتهر الشاطئ برماله الحمراء ومنحدراته الطينية، التي تجذب السياح وهواة جمع الأحافير.
وتعاني المنطقة من التآكل الساحلي المستمر، حيث تؤدي الأمطار والرياح إلى تفتت المنحدرات الطينية، ما يزيد من مخاطر الانهيارات الصخرية، ووفقا لدراسات جيولوجية، يؤدي التآكل المستمر إلى فقدان حوالى 0.5 إلى 1 متر سنويا من المنحدرات في بعض المناطق، نتيجة تأثير الأمواج والعوامل الجوية، وقد سجلت المنطقة حوادث مماثلة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك انهيار صخري كبير في شاطئ سياتون القريب عام 2020، ما دفع السلطات إلى تعزيز التحذيرات للزوار.
