أثار بابا الفاتيكان البابا ليو الرابع عشر صدمة بين المحافظين الكاثوليك بعد انتقاده الحاد لسياسات الهجرة الصارمة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مشككاً في توافقها مع تعاليم الكنيسة حول حماية الحياة.
انتهاء فترة العسل الجديد
جاء هذا التعليق في مقابلة مع الصحفيين، مما أنهى «فترة العسل الجديد» التي استمتع بها ليو مع اليمين المحافظ بعد انتخابه في مايو الماضي، وذلك وفقاً لوسائل إعلام أمريكية.
ليو، الذي ولد في شيكاغو وأمضى معظم مسيرته في بيرو، قال للصحفيين خارج مقر إقامته في كاستل غاندولفو: «من يقول إنني ضد الإجهاض لكنه يوافق على المعاملة اللاإنسانية للمهاجرين في الولايات المتحدة، لا أعرف إن كان ذلك مؤيداً للحياة حقاً».
وأضاف في سياق نقاش حول جائزة كاثوليكية للسيناتور الديمقراطي ديك دوربين، الذي يدعم حقوق الإجهاض، أنه «يجب النظر في العمل الشامل للسيناتور على مدى أكثر من 40 عاماً في الكونغرس».
انتقادات وردود فعل رسمية
أثار تعليق بابا الفاتيكان غضباً فورياً بين المحافظين الذين سبق أن أشادوا بـ«ليو» لتجنبه القضايا الاجتماعية المثيرة للجدل، مثل الإجهاض والزواج المثلي، وإعادته بعض التقاليد مثل ارتداء الـ«موزيتا» الحمراء التقليدية في أول ظهور عام له، وهو ما رفضه فرانسيس.
الأسقف السابق في تكساس جوزيف ستريكلاند، الذي أُقْصِيَ من منصبه من قبل فرانسيس لكنه أشاد بليو سابقاً، انتقد البابا الجديد على وسائل التواصل الاجتماعي لإثارة «الكثير من الالتباس حول قدسية الحياة الإنسانية ووضوح التعليم الأخلاقي للكنيسة».
من جانبها، نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفتت وصف معاملة المهاجرين بأنها «لا إنسانية»، مؤكدة أن ترمب «يوفي بوعده للشعب الأمريكي بترحيل المهاجرين غير الشرعيين الإجراميين».
ليس بالهجوم الوحيد
يأتي هذا في سياق تصريحات ليو الأخرى، إذ دعا في خطاب ألقاه (الأربعاء) في مؤتمر حول تغير المناخ إلى «الوحدة في مواجهة التحديات البيئية»، مشيراً إلى تحديث فرانسيس لعقيدة «لاوداتو سي» في 2023، وانتقد «السخرية من علامات الاحتباس الحراري العالمي».
وأكدت إليز ألين، كاتبة سيرة ليو الصادرة عن «بينغوين بيرو» والصحفية الوحيدة التي أجرت مقابلة معه منذ انتخابه، أن «ليو سيُثِيرُ ريش المحافظين الأمريكيين في بعض الأحيان، ولا يجب أن يفاجئهم ذلك»، مشيرة إلى أن خلفيته في بيرو جعلته يهتم بقضايا المهاجرين الاجتماعية، دون تجاهل أولوية الإجهاض.
«ليو» أول أمريكي للكرسي البابوي
انتُخِبَ ليو في 8 مايو 2025، بعد وفاة فرانسيس في 21 أبريل، كأول أمريكي يتولى الكرسي البابوي في تاريخ الكنيسة البالغ 2000 عام، وأشاد به الرئيس ترمب كـ«شرف كبير لأمريكا»، وهنأه الرئيس السابق جو بايدن على «إكس».