في مشهد مهيب غلب عليه التصفيق والبكاء والورود، خرج جثمان الموسيقار اللبناني الكبير زياد الرحباني، صباح اليوم (الإثنين)، من مستشفى خوري في منطقة الحمراء ببيروت، وسط حضور الآلاف من محبيه الذين احتشدوا منذ ساعات الفجر لتوديع صاحب البصمة المتفردة في الموسيقى والمسرح العربي.
تحوّلت لحظة خروج الجثمان إلى مسيرة حب استثنائية، تخللتها الزغاريد وغناء مقاطع من ألحان الراحل التي رافقت أجيالًا، في وداع رمزي لرجل أحبّه الناس لأنه قال بصوتهم وعزف لآلامهم وسخر من واقعهم بنبض فني نادر.
وانطلقت الجنازة نحو كنيسة رقاد السيدة بالمحيدثة في بلدة بكفيا بمنطقة المتن، وتعالت صيحات الوداع والدموع، بينما ألقى الجمهور الزهور على نعشه، في مشهد مؤثر ترك أثرًا بالغًا في كل من شهده أو تابع لحظاته.
وأعلنت أسرة الرحباني أن العزاء سيكون في صالون الكنيسة اليوم من الساعة 11 صباحًا حتى السادسة مساءً، وكذلك غدا (الثلاثاء) خلال التوقيت نفسه.
ويُعد زياد الرحباني، ابن الأسطورتين فيروز وعاصي الرحباني، أحد أبرز المجددين في الموسيقى والمسرح السياسي الساخر، وقد ترك إرثًا فنيًا غنيًا يعبّر عن الإنسان العربي بأسلوب نقدي فريد، يجمع بين العمق والبساطة، والتمرد والمحبة.
لقد رحل زياد.. لكن صوته سيبقى حيًا في الضمير العربي، يعزف ما لا يُقال، ويقول ما لا يُعزف.