في خطوة تصعيدية جديدة، أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، اليوم (الإثنين)، تجميد منح وعقود بقيمة 2.2 مليار دولار مخصصة لجامعة هارفارد، إحدى أعرق المؤسسات الأكاديمية في العالم.
جاء هذا القرار بعد رفض الجامعة الالتزام بمطالب الإدارة بتغيير سياساتها المتعلقة بالحوكمة، والتوظيف وقبول الطلاب وإغلاق مكاتب التنوع، إضافة إلى التعاون مع سلطات الهجرة للتحقق من الطلاب الأجانب.
هذه الخطوة ليست سوى حلقة في سلسلة من التوترات بين إدارة ترمب والجامعات الأمريكية منذ توليه الرئاسة الثانية في يناير 2025.
وفقاً لتقارير شبكة CNN، تلقت جامعة هارفارد في 3 أبريل الجاري، رسالة رسمية من إدارة ترمب تحدد شروطًا صارمة لاستمرار التمويل الفيدرالي، وتضمنت الاتهامات عدم التصدي بما فيه الكفاية لما وصفته بـ«معاداة السامية» في الحرم الجامعي.
وردًا على ذلك رفضت «هارفارد» الانصياع لهذه الشروط، معتبرة إياها تهديدًا للحرية الأكاديمية وحرية التعبير.
ونتيجة هذا الرفض جمّدت الإدارة الأمريكية 2.2 مليار دولار من المنح، إضافة إلى 60 مليون دولار من العقود الحكومية، في قرار وصفه البيت الأبيض بأنه جزء من مراجعة شاملة للتمويلات المقدمة للجامعات التي تشهد احتجاجات طلابية.
بدورها، لم تقف جامعة هارفارد مكتوفة الأيدي، إذ رفع أساتذتها دعوى قضائية ضد الإدارة، متهمين إياها بمحاولة تقويض الاستقلال الأكاديمي واستخدام التمويل سلاحاً سياسياً.
وتعد أزمة «هارفارد» جزءًا من حملة أوسع تشنها إدارة ترمب ضد الجامعات الأمريكية المرموقة، خصوصاً تلك التي شهدت احتجاجات طلابية مؤيدة لفلسطين أو مناهضة لسياسات الإدارة.
ومنذ توليه الرئاسة، استهدف ترمب مؤسسات أكاديمية عدة بتجميد التمويل أو فرض شروط صارمة، أبرزها جامعة براون، إذ تم تجميد منح بقيمة 510 ملايين دولار بسبب اتهامات مماثلة بمعاداة السامية، مع التركيز على ترحيل الطلاب الأجانب المتضامنين مع فلسطين، كذلك جامعة كولومبيا التي خسرت تمويلاً فيدراليّاً بقيمة 400 مليون دولار الشهر الماضي، مما دفعها للتفاوض عبر إجراء تغييرات كبيرة في سياساتها لاستعادة التمويل، إضافة إلى جامعتا كورنيل ونورث وسترن، حيث جمدت الإدارة مليار دولار لكورنيل و790 مليون دولار لنورث وسترن، ضمن تحقيقات حول مزاعم معاداة السامية والتمييز العنصري، أما جامعة بنسلفانيا، فقد علقت الإدارة تمويلًا بقيمة 175 مليون دولار بسبب مشاركة سباحة متحولة جنسيًا في فريق نسائي عام 2022.