أثار إعلان الملياردير إيلون ماسك عن تغييرات جوهرية في منصة «X» (تويتر سابقاً) جدلاً واسعاً حول مستقبل المحتوى والإعلانات الرقمية، وسط تساؤلات عمّا إذا كانت هذه الخطوة ستقلب موازين النفوذ في المنصة، وتحدّ من مكاسب الحسابات الكبرى التي طالما تصدّرت المشهد.
فبحسب ما كشفه ماسك، فإن منصة X ستشهد خلال الأسابيع الأربعة إلى الستة القادمة تحوّلاً جذرياً في طريقة عرض المحتوى، إذ سيتم التخلّص من القواعد القديمة التي كانت تُبرز منشورات الحسابات ذات الشعبية العالية أو التفاعل الكثيف، ليحلّ مكانها نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي «غروك»، الذي سيقوم بتحليل ملايين المنشورات والفيديوهات يومياً لتحديد ما هو «الأكثر إثارة واهتماماً»، ثم يعرضه للمستخدمين بشكل مخصص.
التحوّل الأبرز -وفق ما أُعلن- هو إعادة توزيع المشاهدات بحيث تحصل الحسابات الصغيرة والمتوسطة على فرص أوسع للظهور، إذا ما قدمت محتوى جاذباً وقيمة حقيقية للجمهور، في خطوة تبدو أنها تسعى لإنهاء احتكار الحسابات الكبرى التي لطالما هيمنت على نسب الوصول والإعلانات.
ويتيح النظام الجديد للمستخدمين أيضاً التحكّم في تغذية ما يشاهدون (Feed) عبر أوامر موجهة إلى «غروك» مثل: «أظهر لي منشورات التكنولوجيا خلال الأيام القادمة»، أو «تجنب المنشورات السياسية مؤقتاً»، ما يعني أن زمن الاعتماد على خوارزميات ثابتة يوشك على الأفول.
ويرى مراقبون أن هذه التغييرات قد تُحدث تراجعاً في أرباح الحسابات الكبيرة التي اعتادت التعامل مع الشركات والمعلنين لقاء تغريدات مدفوعة أو ترويج مباشر، إذ إن ميزان العرض لم يعد مرتبطاً بحجم المتابعين بل بجودة المحتوى ومدى تفاعله الواقعي. في المقابل، يُتوقع أن تنتعش الحسابات الصغيرة وتقتحم سوق الإعلانات عبر المحتوى النوعي والابتكار، لتقتسم كعكة الإعلانات التي كانت حِكراً على النخبة الرقمية.
ويشير خبراء الإعلان الرقمي إلى أن هذه الخطوة تمثل نقطة تحوّل في قواعد اللعبة الإعلانية، فبينما كانت المنصة تعتمد سابقاً على قوة الحسابات الضخمة في الترويج، تتجه اليوم نحو نموذج أكثر عدالة يعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحليل السلوك الفعلي للمستخدمين، ما يجعل «الفرصة» معيار النجاح الجديد بدلاً من «الحجم».