بعد رحلة استمرت ثلاثة عقود، نجح رجل من الهند يدعى تاج رولاند في اكتشاف أسرته الحقيقية بعد أن اختُطف وهو في السابعة من عمره وبيع لعائلة متبنية في الولايات المتحدة الأمريكية. القصة التي تبدو أقرب إلى فيلم درامي، تحمل في طياتها الألم، والمفاجآت، والصراع الداخلي بين عالمين مختلفين.
وبحسب صحيفة «التلغراف»، فإن رحلة تاج رولاند بدأت عام 1979 في مدينة إيرود بولاية تاميل نادو، عندما اختطفه شبان أثناء محاولته البحث عن الطعام في محطة الحافلات، وتم بيعه إلى شبكة تبني دولية مرتبطة بكنيسة المورمون في أمريكا. هناك نشأ تاج، الذي كان اسمه آنذاك تشيلاموثو، مع عائلة متبنية في ولاية يوتا، بعيدًا عن والدته الحقيقية وأشقائه.
رغم الحب الذي تلقاه من عائلته الجديدة، ظل تاج يشعر بانقسام داخلي شديد، ولم ينسَ أبدًا والدته وأصوله، وكان يبحث عنها طوال حياته. وبعد سنوات من البحث المعقد والمساعدة من زوجته، تمكن الرجل الهندي أخيرًا من إعادة التواصل مع والدته وأسرته في الهند، في لحظة كانت مليئة بالعواطف والصدمة، إذ احتضنته والدته بعد كل هذه السنوات.
تعود قوة هذه القصة إلى ما بعدها: فإعادة بناء العلاقات العائلية لم تكن سهلة، إذ واجه تاج تحديات كبيرة في محاولة تحسين حياة أسرته، مثل نقلهم إلى منزل أفضل وتوفير التعليم لأبنائهم. ومع ذلك، صدمته الثقافة والعادات التي لم تسمح لهم بتبني التغييرات سريعًا، ليُدرك أن الحب والمال وحدهما لا يكفيان لتجاوز العقبات المجتمعية.
واليوم، يعيش تاج حياة مزدوجة بين الهند وأمريكا، محافظًا على توازنه بين عائلتين، وبين ماضيه المضطرب وحاضره المستقر. وعلى الرغم من كل الصعوبات، يرى في لقائه مع والدته الحقيقية وإعادة وصل شمل أسرته أقرب شيء إلى نهاية سعيدة لحياة بدأت بالاختطاف والفقد.