
يعيد ويصحح سردية التاريخ الإنساني وسيرورته ويجيب عن الأسئلة التاريخية المسكوت عنها في الدوائر العلمية والأكاديمية. أول هذه الأسئلة وأكثرها غموضاً وإشكالية وحساسية:
هل كان الإنسان يوماً ما “مخلوقاً هجينا” لا هو بالوحش ولا بالإنسان واستمر على هذا الحال مليون سنة أو أكثر قبل أن يدرك حقيقته الآدمية كما تدعي نظريات الفلسفة التطورية؟
إذن؛ هل ظهر ذاك المخلوق وحيداً أول ما ظهر على كوكب الأرض وكيف تحول ليصبح إنساناً سويّاً كما نعرفه الآن؟
هناك سؤال آخر أظنه الأكثر حساسية والأكثر أهمية على الإطلاق. هذا السؤال هو “هل أُنزل آدم من الجنة الى أرض غير مسكونة فرداً وحيداً على وجهها باستثناء زوجه حواء؟ إذن كيف تدبّر شؤون حياته بلا أدوات وكم جيلاً قضى من بعده قبل اكتشاف أداة ضرورية واحدة؟”. هذا سؤال منطقي لا يحتمل سوى إجابة واحدة هي أن وجود بعض الأدوات كالسكين والبلطة مثلاً كانت ضرورة حياتية لسبب واحد على الأقل هو الدفاع عن النفس في مواجهة حيوان مفترس لكنها، أي هذه الإجابة، تقود الى الاحتمال الثاني حين تكون الأدوات الاولى دليلاً أصيلاً على تاريخ الفكر الاقتصادي وحين يكون تساؤل الملائكة حين خلق الله آدم “أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال إني أعلم ما لا تعلمون” ليصبح هذا التساؤل أساساً موثوقاً على كل ذلك.
إن مبعث تساؤل الملائكة في النص القرآني السابق هو، والله أعلم بمراده، أن الأرض كانت معمورة بحضارة سابقة وأن آدم لم يهبط من الجنة على أرض غير مسكونة فرداً وحيداً بل تداخل هبوطه مع حضارة سابقة بكل ما تحفل به من مظاهر التحضر لكنها وصلت ذروتها ثم بادت بكارثة ما إما لفساد أهلها كما أفسد من بعدهم قوم نوح أو لسبب آخر.
تاريخ الفكر الاقتصادي.. جدل نشأة المعرفة وتعاقب الحضارات” يجيب بالمنطق العلمي/ الفلسفي عن عشرات الأسئلة الأخرى من أجل إعادة تفسير التاريخ الإنساني تفسيراً يقبله العقل.
مصدر الخبر: تاريخ الفكر الاقتصادي.. جدل نشأة المعرفة وتعاقب الحضارات”كتاب يحلق فوق العادة والمألوف .