ضرب زلزال بقوة 5.9 درجة على مقياس ريختر شرق تايوان صباح الأربعاء، ما تسبب في اهتزاز مباني العاصمة تايبيه وأثار حالة من القلق بين السكان، ووقع الزلزال على عمق 31 كيلومترا قبالة السواحل الشرقية، بالقرب من مدينة هوالين، وهي منطقة تُعد مركزا متكررا للنشاط الزلزالي في الجزيرة.
ولم تُبلغ السلطات التايوانية عن أضرار جسيمة أو إصابات فورية، لكن السكان في تايبيه شعروا بالهزات لثوانٍ معدودة، ما دفع البعض إلى مغادرة المباني احترازيا، في حين أفادت وكالة الأرصاد الجوية المركزية في تايوان أن مركز الزلزال كان على بعد نحو 61 كيلومترا جنوب هوالين، وهي المنطقة التي شهدت زلزالا مدمرا بقوة 7.4 درجة في أبريل 2024، أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة المئات.
وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي اهتزاز المباني في تايبيه، بما في ذلك برج تايبيه 101، أحد أبرز المعالم في العاصمة، دون تسجيل أضرار هيكلية، وأكدت السلطات أن شبكات الكهرباء والمواصلات، بما في ذلك مترو تايبيه، استمرت في العمل بشكل طبيعي، مع إجراء فحوصات فورية للتأكد من سلامة البنية التحتية.
وتقع تايوان على حزام «حلقة النار» في المحيط الهادئ، وهي منطقة تشتهر بالنشاط الزلزالي والبركاني المتكرر، ما يجعلها عرضة للزلازل بشكل شبه يومي، وشهدت الجزيرة أقوى زلزال في تاريخها الحديث في عام 1999، بقوة 7.7 درجة، أسفر عن مقتل نحو 2400 شخص وتدمير عشرات الآلاف من المباني، ما دفع الحكومة إلى تعزيز قوانين البناء وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، التي تُعد من الأكثر تقدماً عالمياً.
وفي أبريل 2024، ضرب زلزال بقوة 7.4 درجة هوالين، ما تسبب في انهيارات أرضية وتدمير مبانٍ، مع تسجيل أكثر من 1100 هزة ارتدادية في الأشهر التالية، هذا الزلزال، الذي كان الأقوى منذ 25 عاما، كشف استعداد تايوان العالي، حيث اقتصرت الأضرار على مناطق محدودة بفضل التحسينات في البنية التحتية، وعلى سبيل المثال برج تايبيه 101، الذي يبلغ ارتفاعه 1667 قدما، مزود بكرة فولاذية تزن 660 طنا التي تتحرك عكس اتجاه الزلزال لامتصاص الطاقة الحركية، ما يقلل من الأضرار.
ومنذ زلزال 1999، أدخلت تايوان تحسينات كبيرة على قوانين البناء، تشمل تعزيز الأعمدة الخرسانية وإضافة هياكل فولاذية خارجية للمباني القديمة، كما أصبحت التدريبات على الزلازل إلزامية في المدارس وأماكن العمل، ويتم تحديث مستويات مقاومة الزلازل باستمرار.