وسط هدنة هشة بعد أسبوع من اتفاق الجانبين على وقف إطلاق النار، بدأ مسؤولو الدفاع في تايلند وكمبوديا، اليوم (الإثنين) محادثات تمهيدية في ماليزيا، قبيل عقد اجتماع وزاري مهم، الخميس.
وجاء التوصل إلى وقف إطلاق النار بعد اشتباكات حدودية بين البلدين استمرت خمسة أيام، خلال اجتماع عُقد في ماليزيا بمشاركة الولايات المتحدة والصين، الإثنين الماضي.
وشهدت المواجهات الأخيرة أسوأ معركة بين الجارتين في جنوب شرق آسيا منذ أكثر من 10 أعوام، وتبادلتا نيران المدفعية وغارات لطائرات مقاتلة، ما أسفر عن مقتل 43 شخصاً على الأقل، ونزوح أكثر من 300 ألف شخص على جانبي الحدود.
وأفادت السلطات في الدولتين، بأنه من المقرر أن يعقد وزيرا دفاع البلدين اجتماعاً للجنة الحدود العامة لبحث كيفية الحفاظ على وقف إطلاق النار. ويحضر الاجتماع الذي يعقد، الخميس، ممثلون عن الولايات المتحدة والصين وماليزيا.
وعلى الرغم من المحادثات الجارية، إلا أن حالة انعدام الثقة بين الجارتين قائمة، إذ وجهت وزارة الدفاع في كمبوديا اتهامات لتايلند بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار من خلال استخدام حفارات ووضع أسلاك شائكة في منطقة حدودية متنازع عليها.
وشهدت العلاقات بين الدولتين الجارتين في جنوب شرق آسيا، تدهورا حادا منذ مواجهة مسلحة في مايو الماضي، أسفرت عن مقتل جندي كمبودي، وساهمت المشاعر القومية المتصاعدة في كلا البلدين في تأجيج التوترات.
ويعود النزاع الحدودي بين البلدين إلى عام 1907، عندما قامت السلطات الاستعمارية الفرنسية، التي كانت تسيطر على كمبوديا، برسم خريطة الحدود مع تايلند.
وتقول بانكوك إن بعض المناطق، خصوصا تلك التي تضم معابد تاريخية مثل «بريا فيهير»، لم تُرسم بدقة أو أهملت، ما أدى إلى خلاف مستمر بشأن السيادة على أجزاء من الحدود.
وفي عام 2011، شهد معبد «بريا فيهير» مواجهات عنيفة بين جيشي البلدين أدت إلى مقتل 20 شخصا ونزوح آلاف السكان من الجانبين.
