يواصل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترمب انتقاداته وهجماته على مسؤولين حكوميين سابقين، إذ طالب أخيراً شركة مايكروسوفت بإقالة رئيسة الشؤون العالمية في الشركة ليزا موناكو، وقال إنها تشكّل خطراً على الأمن القومي الأمريكي، نظراً إلى العقود الكبيرة التي تربط مايكروسوفت بالحكومة، على حد تعبيره.
وتولت موناكو منصبها في مايكروسوفت في مايو الماضي بعد مسيرة حكومية بارزة شغلت خلالها منصب نائبة وزير العدل الأمريكي في إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
وكان وزير العدل آنذاك ميريك غارلاند يشرف على الملاحقات القضائية ضد ترمب، مما جعل خلفيتها السياسية موضع انتقاد مباشر من الرئيس.
وكتب ترمب عبر منصته «تروث سوشال» أن موناكو فاسدة ومختلة وتشكّل تهديداً خطيراً للأمن القومي، مضيفاً أنه سبق أن جردها من التصاريح الأمنية، ومنعها من الوصول إلى معلومات سرية في مارس الماضي، لكنه يرى أن موقعها الجديد داخل مايكروسوفت يمنحها وصولاً إلى «معلومات شديدة الحساسية».
وجاءت تصريحات ترمب بعد أن نشرت مذيعة قناة «فوكس بيزنس» الأمريكية ماريا بارتيرومو خبر تعيين موناكو في الشركة.
ولا يعد الهجوم على موناكو الأول من نوعه؛ إذ سبق أن استهدف ترمب الرئيس التنفيذي لشركة إنتل ليب بو تان زاعماً وجود علاقات تربطه بالحكومة الصينية، وحاول الضغط لإلغاء ظهور الإعلامي جيمي كيميل إثر تصريحات مثيرة أدلى بها عقب مقتل الناشط المحافظ تشارلي كيرك.
احتجاجات داخلية من الموظفين
ولم تكن مايكروسوفت نفسها في السابق ضمن دائرة استهداف مباشر من ترمب، خصوصاً مع حفاظ رئيسها التنفيذي ساتيا ناديلا على علاقة ودية به، لكن الشركة دخلت في دائرة الجدل حديثاً بعدما قلّصت تعاونها مع الجيش الإسرائيلي بعدما ثبت استخدامه تقنياتها في مراقبة الفلسطينيين واستهدافهم.
وواجهت الشركة احتجاجات داخلية من موظفيها وصلت إلى احتلال مكتب رئيسها، وإلى جانب ذلك، أعربت الشركة عن استيائها من قرار ترمب فرض رسوم جديدة على تأشيرات H-1B وصلت إلى 100 ألف دولار، وهي تأشيرات تُستخدم بكثافة في قطاع التكنولوجيا لاستقدام العمالة الماهرة من الخارج.
ولم تُصدر مايكروسوفت أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن تصريحات ترمب، في حين يرى مراقبون أن الهجوم على موناكو يأتي في إطار إستراتيجية الرئيس لاستهداف شخصيات سابقة في مؤسسات الدولة يعتقد أنها أساءت إليه سياسياً وقانونياً.