في تطور لافت يكشف عن تغيير مفاجئ في الموقف الأمريكي، أفصحت شبكة CNN، أن وزارة الحرب الأمريكية «البنتاغون» منحت البيت الأبيض الضوء الأخضر لتزويد أوكرانيا بصواريخ «توماهوك» بعيدة المدى.
ويأتي القرار المثير بعد أن خلص تقييم داخلي إلى أن الخطوة لن تؤثر في مخزونات الأسلحة الأمريكية، ما يضع القرار السياسي النهائي بيد الرئيس دونالد ترمب.
وكان ترمب، أعلن خلال مأدبة غداء عمل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، أنه يفضل عدم تزويد أوكرانيا بالصواريخ. وقال إن صواريخ توماهوك معقدة جداً، وتحتاج إلى 6 أشهر كحد أدنى للتدريب على استخدامها، ونحن الوحيدون الذين نعرف ذلك.
استهداف العمق الروسي
ونقلت الشبكة عن 3 مسؤولين أمريكيين وأوروبيين، الجمعة، قولهم: إن هيئة الأركان المشتركة أبلغت البيت الأبيض بنتائج تقييمها قبل اجتماع ترمب مع نظيره الأوكراني، الذي سعى للحصول على الصواريخ بهدف ضرب منشآت النفط والطاقة في عمق الأراضي الروسية.
ويصل مدى صواريخ توماهوك إلى 2500 كيلومتر، ما يضع موسكو في مدى الترسانة الأوكرانية في حال حصول كييف عليها.
وأبلغ مسؤولان أوروبيان الشبكة أن التقييم عزز من موقف حلفاء واشنطن في أوروبا، والذين يرون أن الولايات المتحدة لم تعد تملك مبررات كافية لعدم تزويد أوكرانيا بالصواريخ.
العلاقات الأمريكية الروسية
وحسب CNN، فإن المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين فوجئوا بتغيّر موقف ترمب بشكل مفاجئ، إذ قال خلال كلمته الافتتاحية في مأدبة غداء بالبيت الأبيض مع نظيره الأوكراني إن الولايات المتحدة «بحاجة» إلى صواريخ «توماهوك»، وأبلغ زيلينسكي خلف الأبواب المغلقة بأن واشنطن لن تقدمها «في الوقت الراهن على الأقل».
وجاء قرار ترمب بعد يوم واحد من مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قال إن صواريخ «توماهوك» قد تضرب مدناً روسية كبرى مثل موسكو وسانت بطرسبورج، وإنها لن تُحدث أثراً كبيراً في ساحة المعركة، لكنها ستضر بالعلاقات الأمريكية الروسية، بحسب ما نقلته CNN، التي أكدت أن ترمب لم يستبعد أبداً خيار تزويد أوكرانيا بالصواريخ، مشيرةً إلى أن إدارته أعدت خططاً لتسليمها بسرعة في حال أعطى الأمر بذلك.
إطلاق من البر
وخلال الأسابيع الأخيرة، ازداد استياء ترمب من رفض بوتين الدخول في مفاوضات سلام جدية، ما دفعه إلى الموافقة، الأسبوع الماضي، على فرض عقوبات جديدة على أكبر شركتين روسيتين للنفط، وتأجيل اجتماع كان مقرراً بينهما في العاصمة المجرية بودابست لمناقشة الملف الأوكراني.
ورغم أن البنتاغون لا تُبدي قلقاً حيال المخزونات، فإن المسؤولين العسكريين الأمريكيين لا يزالون يبحثون كيفية تدريب أوكرانيا على استخدام الصواريخ وآليات نشرها، إذ توجد مسائل تشغيلية عدة تتطلب حلولاً قبل أن تتمكن كييف من استخدامها بفعالية.
وأوضحت الشبكة أن من بين الأسئلة العالقة كيفية إطلاق أوكرانيا الصواريخ في حال تم تسليمها، إذ تُطلق عادةً من السفن أو الغواصات، بينما يعاني الأسطول الأوكراني من ضعف شديد، ما يعني أن الإطلاق سيتم على الأرجح من البر.
ووفق الشبكة الأمريكية، قال مسؤولون أوروبيون «حتى إن لم ترغب واشنطن في تقديم منصات إطلاق، فإن أوكرانيا قادرة على إيجاد حل بديل، مؤكدين أن مهندسيها نجحوا سابقاً في تعديل صواريخ “ستورم شادو” البريطانية لتعمل على مقاتلاتها السوفييتية القديمة.



