ألقت الشرطة المصرية القبض على امرأة في محافظة الإسكندرية، بعدما أقدمت على فعل مروع بإلقاء طفليها من أعلى كوبري مشاة العامرية، ما أدى إلى إصابتهما بجروح بالغة ونقلهما إلى العناية المركزة بمستشفى العامرية العام، وهما طفل (6 سنوات) وطفلة (9 سنوات)، يعانيان من كسور متعددة وكدمات وارتجاج في المخ، ويخضعان حالياً للعلاج تحت إشراف طبي مكثف.
ووفقاً لمصادر أمنية، تلقت مديرية أمن الإسكندرية بلاغاً من شهود عيان بمنطقة العامرية، أفادوا بمشاهدة المرأة تلقي بطفليها من ارتفاع الكوبري قبل أن تحاول الفرار، وعلى الفور، انتقلت قوات الأمن إلى مكان الحادث، وتمكنت من ضبط المتهمة ونقل الطفلين المصابين إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية العاجلة، وتم تحرير محضر بالواقعة بقسم شرطة العامرية، وأحيلت القضية إلى النيابة العامة التي بدأت التحقيقات للكشف عن دوافع الجريمة، وأمرت بحبس المرأة على ذمة التحقيقات.
وعلى الفور تحرك المجلس القومي للطفولة والأمومة للمتابعة، ووجهت رئيسة المجلس الدكتورة سحر السنباطي، الإدارة العامة لنجدة الطفل بتقديم أشكال الدعم كافة للطفلين المصابين، وأكدت أنه تم التنسيق مع مكتب حماية الطفل والأشخاص ذوي الإعاقة والمسنين بمكتب المستشار النائب العام، ونُدب أخصائي اجتماعي من إحدى الجمعيات الشريكة بالإسكندرية للوقوف على ملابسات الواقعة والاطمئنان على حالة الطفلين.
وأوضحت أن المجلس سيراقب حالتهما الصحية لحين تماثلهما للشفاء، مشيرة إلى أن فريق الدعم القانوني سيتولى استخراج أوراق ثبوتية لأحد الطفلين الذي تبين أنه غير مقيد بسجلات المواليد، مضيفة: «نعمل بالتعاون مع النيابة العامة والجمعيات الأهلية لضمان تقديم الرعاية الطبية والنفسية اللازمة، مع التأكيد على حماية حقوق الطفلين في هذه الظروف الصعبة».
من جانبه، قال مدير الإدارة العامة لنجدة الطفل صبري عثمان، إن النيابة استدعت أخصائياً لإعداد تقرير مفصل عن الحالة الاجتماعية والنفسية للأسرة، فيما يواصل المجلس استقبال البلاغات عبر خط نجدة الطفل 16000 للتدخل الفوري في مثل هذه الحالات. وأشاد عثمان بسرعة استجابة الأجهزة الأمنية والطبية التي ساهمت في إنقاذ حياة الطفلين.
ولم تكشف التحقيقات الأولية بعد عن الدافع وراء تصرف المرأة، لكن مصادر مقربة من التحقيق أشارت إلى أن الشرطة تحقق في احتمال معاناة الأم من اضطرابات نفسية أو ضغوط اجتماعية قد تكون دفعتها لهذا العمل، وأثارت الواقعة موجة من الغضب على منصات التواصل الاجتماعي، وطالب نشطاء بتشديد العقوبات على مرتكبي العنف ضد الأطفال، ودعوا إلى تعزيز برامج الدعم النفسي للأسر.
