كشفت قناة فرانس 24 في تقرير لها إستراتيجية سرية تتبعها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) منذ بداية القرن الحالي، تتمثل في إنشاء شبكة واسعة من المواقع الإلكترونية التي تبدو عادية للوهلة الأولى، لكنها في الحقيقة منصات مشفرة للتواصل مع مخبريها حول العالم.
وأوضحت أن هذه المواقع، التي تحمل أسماء مستوحاة من موضوعات متنوعة مثل حرب النجوم، البورصة، وحتى كرة القدم، صُممت لتمرير رسائل سرية وتبادل معلومات حساسة بين الوكالة وعملائها في بيئة رقمية آمنة.
وبدأت وكالة الاستخبارات المركزية في تطوير هذه الشبكة من المواقع الإلكترونية في أوائل الألفية الجديدة، مستغلة التوسع السريع للإنترنت وتنامي استخدامه عالميا، حتى أن هذه المواقع، التي بدت كمنصات عادية مخصصة لمواضيع شائعة مثل الأخبار الرياضية أو التحليلات المالية، كانت تحتوي على أنظمة تشفير متقدمة تتيح للمخبرين إرسال واستقبال المعلومات دون إثارة الشبهات.
ووفقاً للقناة الفرنسية كان الهدف إنشاء قنوات تواصل غير مرصودة تتيح للوكالة جمع المعلومات الاستخبارية من مصادرها في مناطق حساسة دون تعريضهم للخطر، حيث كانت الوكالة بحاجة إلى وسائل تواصل غير تقليدية للتعامل مع مصادرها في دول ذات أنظمة مراقبة صارمة.
ويُعتقد أن هذه الاستراتيجية ساعدت الوكالة في الحفاظ على سرية عملياتها في بيئات معادية، مثل الصين والشرق الأوسط، إلا أن التقرير لم يكشف عن أسماء محددة للمواقع الإلكترونية المستخدمة، لكنه أشار إلى تنوعها المذهل، حيث شملت مواقع تحاكي منصات ترفيهية، رياضية، وحتى اقتصادية.
وأوضحت القناة الفرنسية أن هذه المواقع كانت تُدار بعناية لتبدو شرعية، مع محتوى يُحدث بانتظام لتجنب الاشتباه، واستخدمت الوكالة تقنيات تشفير متطورة، مثل إخفاء الرسائل داخل الصور أو النصوص، لضمان أمان التواصل، وتشير المعلومات إلى أن هذه المنصات كانت تُستخدم لتلقي تقارير من المخبرين، وتنسيق العمليات، وحتى إرسال تعليمات سرية.
ويأتي هذا الكشف في وقت تشهد فيه وكالة الاستخبارات المركزية تدقيقاً متزايداً حول أساليب عملها، خصوصاً بعد تسريبات سابقة، مثل وثائق ويكيليكس عام 2017 التي كشفت أدوات قرصنة واسعة النطاق استخدمتها الوكالة، بما في ذلك اختراق أجهزة التلفاز الذكية.
