كشفت دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين في كوريا الجنوبية وجود علاقة واعدة بين استخدام أدوية الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وانخفاض خطر الإصابة بالخرف.
وأشارت الدراسة التي شملت تحليل بيانات آلاف المرضى على مدى سنوات، إلى أن الاستخدام المنتظم لهذه الأدوية قد يلعب دورًا وقائيًا ضد التدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في العمر.
وأوضح الباحثون أن الأدوية مثل مثبطات الكوليسترول «الستاتينات» ومضادات التخثر وأدوية خفض ضغط الدم، التي تُستخدم عادةً للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، قد تساهم في تحسين تدفق الدم إلى الدماغ وتقليل الالتهابات، وهي عوامل مرتبطة بتطور الخرف.
وأظهرت النتائج الأولية أن المرضى الذين التزموا بتناول هذه الأدوية لفترات طويلة سجلوا انخفاضًا ملحوظًا في مخاطر الإصابة بالخرف مقارنة بمن لم يستخدموها.
وقال الدكتور كيم يونغ-سو، قائد فريق البحث في جامعة سيول الوطنية، في تصريح صحفي: هذه النتائج تفتح الباب أمام إستراتيجيات وقائية جديدة للخرف، خصوصا أن أدوية القلب والأوعية الدموية متاحة على نطاق واسع ومستخدمة بالفعل.
وأضاف أن الفريق يخطط لتوسيع نطاق الدراسة لتأكيد النتائج وفهم الآليات البيولوجية وراء هذا التأثير بشكل أعمق.
وتأتي هذه الدراسة في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعًا في معدلات الخرف، خصوصا مع شيخوخة السكان، مما يجعلها خطوة محتملة نحو تقليل العبء الصحي لهذا المرض.
وشدد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من التجارب السريرية قبل التوصية باستخدام هذه الأدوية كإجراء وقائي قياسي ضد الخرف.
