تعيش البرازيل حالة من الذعر الوطني بسبب أزمة صحية ناجمة عن تسمم بالميثانول، حيث أعلنت وزارة الصحة أمس ارتفاع عدد الوفيات المؤكدة إلى 5 حالات، جميعها في ولاية ساو باولو، مع تسجيل 29 حالة تسمم مؤكدة بنتيجة استهلاك مشروبات كحولية مغشوشة.
كما تجري السلطات التحقيقات حول 12 حالة وفاة أخرى مشتبه بها في ارتباطها بالسبب نفسه، وسط مخاوف من تصاعد الأرقام مع انتشار المنتجات المغشوشة في أكثر من 13 ولاية، بما في ذلك ريو دي جانيرو والعاصمة برازيليا.
وأكد وزير الصحة أليساندري باديلا في مؤتمر صحفي أن الوضع «غير طبيعي وغير مسبوق في تاريخ البرازيل» مشيرا إلى أن الحكومة أنشأت «غرفة عمليات» لمراقبة الحالات وتوزيع مضادات السموم، بما في ذلك 2500 جرعة من دواء «فوميبيزول» المستورد من اليابان بدعم من منظمة الصحة الإقليمية (البان آمريكان هيلث أورغانايزيشن).
وأضاف أن التحقيقات تشمل مداهمات لأكثر من 11 حانة ومستودعا، مع مصادرة أكثر من 10 آلاف زجاجة كحولية مشتبه بها، داعيا المواطنين إلى تجنب شرب المشروبات الكحولية غير اللونية مؤقتا، محذرا من أن «الطمع التجاري يقتل أبرياء».
ومن بين الضحايا المؤكدين، تبرز حالة «الرابر» البرازيلي الشهير «هونغريا»، الذي نجا بأعجوبة بعد تسممه في حانة بساو باولو، ونشر صورة من المستشفى قائلا: «إذا شعرت بالعطش، ابحث عن مكان آمن للشرب»، أما الوفيات، فتشمل ماركوس أنطونيو جورجي جونيور (46 عاما) وريكاردو لوبيز ميرا (54 عاما)، اللذين توفيا في أواخر سبتمبر، إضافة إلى ثلاث وفيات أخرى في ساو برناردو دو كامبو وساو باولو.
178 حالة في ساو باولو
وأفادت السلطات أن 259 حالة مشتبهة مسجلة على المستوى الوطني، مع تركّز 178 منها في ساو باولو.
وتشير التحقيقات الأولية إلى تورط عصابات إجرامية مثل «بيريمهيرو كوماندو دا كابيتال» في غش المشروبات بميثانول مستورد غير قانوني، الذي كان يُستخدم سابقا في غش الوقود، وفقا للاتحاد البرازيلي لمكافحة التزييف، وقد أطلقت الشرطة الفيدرالية تحقيقا واسعا، مع اعتقال موزعين وتجار.
ويُعد التسمم بالميثانول أحد أخطر أنواع التسمم الكحولي، إذ يُستخدم هذا السائل الصافي غير الملون والعديم الرائحة صناعيا في مضاد التجمد، والوقود، والمذيبات، لكنه يُضاف إلى المشروبات الكحولية المغشوشة لزيادة الحجم والربح بتكلفة منخفضة، ويتحول الميثانول في الكبد إلى مواد سامة مثل الفورمالدهييد وحمض الفورميك، ما يسبب تلف الأعصاب، العمى، الغيبوبة، أو الموت خلال ساعات قليلة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، التي تحدد الجرعة المهلكة عند 30-100 ملليلتر للبالغين.