بينما تسعى المملكة إلى أن تكون دولة رائدة رياضيا عبر مشاريع كبرى واستثمارات إستراتيجية، تكشف بعض البرامج الرياضية هشاشة في الإعداد وسطحية في الطرح تصل إلى حد الاستخفاف بالمعلومة. مشهد رئيس نادي الاتحاد فهد سندي، واستخدامه لمصطلح «أهبد» جاء ليجسد الواقع، حيث تحولت بعض المنابر من فضاءات للتحليل الرصين إلى ساحات جدل شعبوي لا تليق بمرحلة التحول الرياضي السعودي.
الإشكال لا يتوقف عند حدود اللغة، بل يمتد إلى غياب الحوكمة الإعلامية وضعف آليات المراجعة قبل البث المباشر، ما يجعل بعض الحوارات أقرب إلى الارتجال منه إلى صناعة المعلومة، ويكشف أزمة مهنية تضرب صميم الإعلام الرياضي المحلي. هذه الأزمة تتناقض تماما مع مشروع وطني ضخم يضع الرياضة في قلب رؤية 2030، حيث تُبنى الملاعب والأكاديميات، وتُستضاف البطولات العالمية، وتُعزز مكانة القطاع الرياضي كرافد اقتصادي وثقافي يعكس قوة السعودية الناعمة.
في ظل هذا التباين، تبدو الحاجة ملحة إلى إصلاح الإعلام الرياضي عبر إعادة صياغة برامجه على أسس مهنية، قائمة على التحليل العميق والاعتماد على البيانات والإحصاءات، وضبط لغة الخطاب لتكون بمستوى المرحلة، وتطبيق الحوكمة التي تضمن أن البث المباشر أداة لتنوير الجمهور لا لإرباكه.
المملكة تمضي نحو الريادة بمشاريع واضحة المعالم، غير أن بعض البرامج الرياضية ما زالت عالقة في دوامة الجدل العقيم. الفجوة صارخة، والمرحلة تتطلب إعلامًا رياضيًا رصينًا يواكب طموح وطن يصنع مستقبله، لا مساحة للهو والارتجال.