في ظل الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا أثناء السفر، باتت السلامة الرقمية ضرورة لا رفاهية، إذ قد تتحول الرحلة المنتظرة إلى تجربة مرهقة بسبب التهديدات السيبرانية، مثل سرقة البيانات أو فقدان الأجهزة أو الاحتيال الإلكتروني. وتزداد هذه المخاطر مع امتلاء الهواتف المحمولة بالمعلومات الشخصية، وتزايد الاعتماد على التطبيقات لحجز الفنادق والطيران والتنقل وحتى الدفع الإلكتروني.
دعا تقرير حديث من الأمم المتحدة للسياحة إلى تطوير تطبيقات ذكية سهلة الاستخدام تسهم في تأمين تجربة السفر من البداية حتى العودة. وقد بدأت دول عدة بإطلاق تطبيقات للسياحة الآمنة تغطي مسار الرحلة بالكامل، بينما برز دور الذكاء الاصطناعي في تقديم «أدلة سياحية افتراضية» تتيح جولات تفاعلية وتعزز اكتشاف الوجهات بأمان.
في المقابل، حذّر مجلس الأمن السيبراني الإماراتي من عروض التذاكر المضللة، داعيًا المسافرين لتجنب الحجز عبر روابط غير رسمية أو من مصادر مجهولة، وعدم الدفع عبر وسائل تحويل مشبوهة.
ومن بين أبرز النصائح لحماية البيانات أثناء السفر: استخدام التخزين السحابي والمادي بشكل مشترك (النسخ الاحتياطي الهجين)، وتنظيم الملفات داخل مجلدات واضحة، وتجنب الشبكات العامة غير الآمنة. وتشير إحصائيات شركة «ويسترن ديجيتال» إلى أن 28% من المستخدمين فقدوا بياناتهم بسبب الأعطال أو الهجمات الإلكترونية، بينما لا يقوم 46% منهم بأي نسخ احتياطي دوري.
وينصح الخبراء بتجميع بيانات العائلة وتخزينها في جهاز واحد عند السفر الجماعي، لتبسيط الإدارة وتفادي التشتت بين حسابات فردية، مع استخدام أجهزة تخزين خارجية عالية السعة.
وفي النهاية، فإن نجاح الرحلة لم يعد مرهونا فقط بالاستعداد الجيد، بل أيضًا بالوعي الرقمي واتباع إجراءات السلامة الإلكترونية، التي تضمن الاستمتاع دون تعكير بسبب هجمات «فيروسات السفر» الرقمية.
