طور باحثون في كوريا الجنوبية روبوتًا مبتكرًا يمكن ارتداؤه مثل الملابس، باستخدام قماش ذكي مزوّد بعضلات نسيجية قادرة على توليد قوة رفع تصل إلى 15 كجم.
وهذا الابتكار يمزج بين التكنولوجيا المتقدمة وتصميم خفيف الوزن، ليتيح للمستخدمين الحصول على دعم ميكانيكي دون الحاجة إلى أجهزة ضخمة أو ثقيلة.
مواد ذكية
يعتمد هذا الروبوت على ألياف دقيقة جدًا بقطر حوالي 25 ميكرومتر، ما يقارب ربع قطر شعرة الإنسان.
ويتم نسج هذه الأسلاك لتكوّن خيوطًا مجتمعة تعمل كعضلات صناعية، تنقبض عند التسخين وتعود لطولها الطبيعي عند التبريد. وهذه الخاصية تتيح إنتاج قوة ميكانيكية كبيرة مقارنة بوزن الجهاز الخفيف.
سهولة الاستخدام
تم دمج المنسوج في قطعة تشبه السترة أو المعطف مزودة بحساسات لمراقبة حركة المفاصل مثل الكتف والمرفق، حيث يتحكم النظام في كمية الطاقة المرسلة إلى العضلات النسيجية لتوفير الدعم عند الحاجة فقط، مما يحافظ على مرونة الحركة وراحة المستخدم.
ويزن الجهاز أقل من 2 كجم، ما يجعله قريبًا في الإحساس من الملابس العادية، لكنه قادر على تقديم دعم فعّال في رفع الأشياء أو أداء الحركات الثقيلة.
فوائد طبية وصناعية
أظهرت التجارب أن الروبوت يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من ضعف العضلات أو أمراض مثل ضمور العضلات، حيث ساهم في زيادة مدى حركة الكتف وتحسين القدرة على أداء المهام اليومية.
كما يُمكن استخدامه في بيئات العمل التي تتطلب رفع أوزان متكررة، مثل المستودعات أو مواقع البناء، حيث يقلل من الإجهاد العضلي بنسبة تصل إلى 40٪، مما يقلّل خطر الإصابات ويحسّن الإنتاجية.
التحديات والآفاق المستقبلية
رغم إمكاناته، يواجه الجهاز بعض التحديات. فتسخين الأسلاك لإحداث الحركة يحتاج إلى إدارة دقيقة للحرارة، ويجب أن تكون البطاريات قادرة على توفير الطاقة لفترات طويلة.
كما أن العمر الافتراضي للأسلاك يعتمد على عدد دورات الانقباض والتوسع، ما يستلزم البحث في متانة المواد المستخدمة.
ومع ذلك، يعتقد الباحثون أن هذا الروبوت القماشي القابل للارتداء يمكن أن يحدث ثورة في مجالات إعادة التأهيل، ودعم الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحسين ظروف العمل في الوظائف البدنية الشاقة.
.
