في مشهدٍ جمع بين الدهشة والغضب، تحوّلت «مغارة جعيتا» الجوهرة الجيولوجية التي تختزن أسرار الطبيعة اللبنانية، إلى ساحةٍ لحفل زفافٍ فخم أضاءت أركانه الأضواء والموسيقى بدلاً من الهدوء والرهبة المعتادة في أعماقها.
مقاطع فيديو انتشرت كالنار في الهشيم على مواقع التواصل، لتفجّر عاصفة من الجدل والغضب بين اللبنانيين الذين رأوا في الحدث تجاوزاً صادماً لحرمة هذا المعلم الطبيعي الذي يُعد رمزاً من رموز الهوية الوطنية و«عجيبة لبنان الطبيعية».
وأظهرت الفيديوهات المتداولة مجموعة من الأشخاص داخل المغارة التي تخضع لإشراف وزارة السياحة، وهم يرقصون على وقع الموسيقى، ما أثار غضباً واسعاً بين المستخدمين الذين اعتبروا الحدث يشكل انتهاكاً واضحاً للقوانين التي تنظم الدخول إلى هذا الموقع.
وتفاعلاً مع الجدل، أصدرت وزارة السياحة اللبنانية بياناً أكدت فيه أنها وقعت مع بلدية جعيتا عقداً يخول للبلدية مؤقتاً إدارة مرفق مغارة جعيتا وتشغيله وصيانته.
وأوضحت الوزارة في بيان أن رئيس بلدية جعيتا تواصل مع وزيرة السياحة شفهياً، وطرح فكرة إقامة احتفال داخل المغارة دون أن يقدم تفاصيل كاملة حول طبيعة النشاط ومضمونه، مشيرة إلى أن الوزيرة أكدت أن «أي نشاط من هذا النوع يستوجب طلباً خطياً من البلدية إلى الوزارة».
وتابعت أن «البلدية سمحت بتنظيم الاحتفال دون تقديم طلب خطي إلى الوزارة، ودون مشاركة أي من العقود أو ملخص العائدات المالية الخاصة بالحدث».
وبينت الوزارة أنها ستوجه إلى بلدية جعيتا إنذاراً رسمياً تحدد فيه المخالفات المرتكبة، وتطلب التقيد الكامل بالالتزامات التعاقدية والأخلاقية المتعلقة بإدارة وتشغيل مغارة جعيتا.



