في لحظة فارقة، أعلن البرلمان الأوروبي فوز صحفيين معتقلين من بيلاروسيا وجورجيا بجائزة سخاروف لحرية الفكر لعام 2025، وهي أرفع جائزة تُمنح سنويا لمن يدافع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية في العالم.
الفائزان، هما أندريه بوتشزوبوت ومزيا أماغلوبيلي، ويقبعان خلف القضبان حاليا بسبب نشاطهما الإعلامي المستقل وكشفهما الحقائق، في بلدَين يواجهان اتهامات متزايدة بقمع حرية التعبير والصحافة.
من هو أندريه بوتشزوبوت؟
السن: 52 عاما
- البلد: بيلاروسيا
- الوظيفة: مراسل صحيفة «غازيتا فيبورتشا» البولندية
- الحكم: السجن 8 سنوات
- التهم: «الإضرار بالأمن القومي»
يقبع بوتشزوبوت في سجن نوفوبولوتسك سيئ السمعة، وسط ظروف صحية متدهورة، وحُكم عليه بناء على تهم وُصفت بأنها سياسية. وقد تعرض مرارا للحبس الانفرادي، رغم معاناته من مشكلات في القلب.
من هي مزيا أماغلوبيلي؟
البلد: جورجيا
- الوظيفة: مؤسسة صحيفتي «باتوميليبي» و«نيتغازيتي»
- الحكم: السجن لمدة سنتين
- القضية: صفع ضابط شرطة أثناء احتجاج ضد الحكومة
تعد أماغلوبيلي إحدى أبرز الصحفيات في جنوب القوقاز، وتقود تغطيات استقصائية حول الفساد، والحريات، وحقوق الإنسان. وأثارت محاكمتها انتقادات دولية، ووصفتها منظمات حقوقية بأنها محاولة لتكميم الإعلام المستقل.
البرلمان الأوروبي: «الصحافة ليست جريمة»
في كلمتها أمام نواب البرلمان بستراسبورغ، قالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا: «كلاهما مسجون لأنهما تجرأ على قول الحقيقة. لكن شجاعتهما جعلتهما رمزين للكفاح من أجل الديمقراطية. وجائزة اليوم هي صرخة: الصحافة ليست جريمة».
أما زعيمة المعارضة البيلاروسية، سفياتلانا تسيخانوسكايا، فقد أضافت: «هذه الجائزة رسالة لكل سجين سياسي: أنتم لستم وحدكم».
ما هي جائزة ساخاروف؟
تم إنشاء جائزة سخاروف لحرية الفكر في عام 1988، وتحمل اسم العالم المنشق السوفيتي أندريه ساخاروف. وتُمنح سنويا للأفراد أو الجماعات التي تدافع عن:
- حرية الرأي
- حقوق الإنسان
- الديمقراطية
- الكرامة الإنسانية
ومن أبرز الفائزين السابقين: نيلسون مانديلا، وملالا يوسف زاي، ونادية مراد. كما أن بعضهم حصل لاحقا على جائزة نوبل للسلام.
وتأتي الجائزة مع مكافأة مالية قدرها 50 ألف يورو، وسيتم تسليمها رسميا في ديسمبر القادم خلال حفل في البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورغ الفرنسية.
قمع وتوترات متصاعدة
في بيلاروسيا، يحكم الرئيس ألكسندر لوكاشينكو البلاد منذ أكثر من 30 عاما. وقد أدان الغرب مرارا ما وصفه بـ«الانتخابات المزورة» والقمع الوحشي للمعارضة والصحفيين.
أما في جورجيا، فقد تسببت ممارسات حزب «الحلم الجورجي» الحاكم في غضب شعبي عارم واحتجاجات، وسط اتهامات له بتقويض الديمقراطية بدعم روسي.
وخلال جلسات محاكمتها، قالت أماغلوبيلي: «لا تفقدوا الأمل.. النضال مستمر حتى النصر».